لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

الطفل والأسرة

دور الأسرة فى تنشئة الطفل


مما لا شك فيه عندنا أن الأسرة هى النواة الأولى التى يتلقى فيها الطفل تكوينه، وتربيته، وشخصيته، ويتأثر بها فى سائر مراحل حياته، تأثيرا تاما.. وبذلك فإن الأسرة المستقرة، التى تقوم فيها العلاقة بين الزوجين، فيما بينهما، وفيما بينهما وبين أطفالهما، على أساس من المحبة، والوفاق، والاحترام المتبادل، فهى الأسرة التى يجد فيها الطفل السلام، والأمن، فينشأ مستقيما، سليما بين أقرانه، مهذبا، محبوبا بينهم..
ولانجاب مثل هذا الطفل فان على الأم والأب دورا كبيرا يجب عليهما القيام به حتى يتوفر المناخ الصالح الذى ينتج أطفالا صالحين أيضا..

اختيار الزوجين لبعضهما أساس بناء الأسرة


ان مستقبل الأسرة، وسعادتها، ومصير الأطفال فيها، انما يتوقف على اختيار الزوجين لبعضهما البعض، اختيارا سليما، يقوم على القيم الانسانية، الباقية، وهى قيم الدين.. ومشاكل الأسرة، وصور الصراع بين الزوجين، وما قد يترتب عليها من طلاق، انما ترجع، فى أساسها، الى سوء الأختيار منذ البداية.. وهى مشاكل تنعكس على الأطفال فتعرضهم للضياع، والتشرد، وترسب فى نفوسهم من العقد ما قد يلازمهم طوال حياتهم..
وقد جعلت الشريعة الاسلامية وكدها فى الاختيار، على القيمة الدينية.. فجاءت وصية النبى الكريم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).. وبالنسبة لأختيار الزوج جاء قوله: (اذا جاءكم من ترضون دينه، وخلقه، فانكحوه!! الا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض، وفساد كبير..).. ومعرفة القيمة الانسانية الرفيعة التى يتم وفقها اختيار الزوجين لبعضهما اختيارا سليما، ومسددا، لا يتم الا عن طريق النور، الذى يكتسب من التقوى، (يا أيها الذين آمنوا أن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا).. والفرقان هو النور، فى العقول، والقلوب، الذى به يتم التمييز بين قيم الأشياء، حتى فى أدق الحالات، وأكثرها خفاء، بالصورة التى تمكن من معرفة الحق، من الباطل، وتمكن من تمييز الصلاح من الطلاح، دون لبس فى ذلك، ولا غموض..
فالاختيار على هذا الأساس يؤدى الى اخصاب الحياة الزوجية، والى سعادة الزوجين، سعادة تتسم بالبقاء، والديمومة، وتقوم على الحب النامى، والمتجدد، بما يؤدى الى تكوين الأسرة السليمة، والمتماسكة، التى ننشدها، والتى يجد فيها الأطفال الرعاية بلسان الحال، وبالتوجيه..