لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

الطفل والأسرة

الأخلاق التى تعيشها الأسرة


مما لا شك فيه أن الأسرة اليوم، وفى جميع بقاع الأرض، تعانى من التفكك، والانحلال، مما كان له سود العواقب، ليس على حياة الأطفال فقط، وانما على كل أفراد المجتمع البشرى، وفى جميع الأعمار فالفرد البشرى يتأثر بالأسرة من حيث الوراثة.. ثم أن طول طفولة الفرد البشرى وضعفه يجعلانه يعتمد اعتمادا يكاد يكون كليا على أبويه.. والى جانب كل أولئك فان مرحلة الطفولة المبكرة تؤثر على جميع مراحل حياة الانسان، حتى أن بعض العلماء، المتخصصين فى التربية وعلم النفس، ليرون أن مشاكل الكبار النفسية، فى معظمها، انما ترجع الى مشاكل حدثت لهم فى طفولتهم..
والأسرة فى المجتمعات الاسلامية تعانى أسوأ حالات التفكك.. فلم تعد البيوت هى المكان الذى يجد فيه أفراد الأسرة السعادة، ودفء الحب، ولذلك هربوا منها بحثا عن السعادة خارجها، فى المنتديات والسينمات، والمسارح.. الخ.. بل أن الزيجات عندنا على أحسن احوالها، بعد الأيام القليلة الأولى التى تسمى (شهر العسل) لا تكاد تقوم الا على المجاملة والاحتمال، والعرض.. لا الحب.. والسبب الأساسى فى فشل الزواج فى تحقيق السعادة انما يرجع الى نقص الرجال ونقص النساء.. وليست للأطفال فرصة، فى النشأة السوية، والبناء النفسى، والخلقى، والجسدى، السليم، الا اذا تصححت القيم عند الرجال والنساء، وأعيد بناء الأسرة على أسس انسانية، وفق أصول الدين.. وهذا ما نحن بصدده فى دعوتنا لبعث الدين..