خاتمة
أما بعد فإن بعض ما يقوله الجمهوريون لا تقره الشريعة الإسلامية التي بين أيدينا الآن، ولكن يقره الدين.. بل انه أصل الدين، ومطلوب الدين في المكان الأول.. وهو انما لم يرتفع اليه، في مرحلة الرسالة الأولى منه، لأن وقته لم يجيء يومئذ، وجعلت الشريعة، في بعض صورها، في الرسالة الأولى، شريعة مرحلية لتعد الناس ليوم مجيئه.. والفقهاء لا يعلمون عن هذا قليلا ولا كثيرا، فظنوا أن جميع صور شريعتنا الحاضرة مقصودة بالأصالة، وباقية لتنظيم حياة انسانية القرن العشرين.. وهذا جهل مزر.. نحن لا نلوم الفقهاء على عدم الفهم، ولكننا نلومهم على عدم الصدق، حتى في التزام الشريعة المرحلية.. فهم قد عاشوا على الدين، على طول المدى ولم يبد منهم، في أي لحظة، أي استعداد، ليعيشوا له.. هم كانوا، ولا يزالون، أدوات في يد السلطة التي استغلت وتستغل الدين، وسيكون نهجنا في هذه الأسفار التي إن شاء الله، ستخرج تباعا، ازالة سوء الفهم للدين، الذي ينشره هؤلاء النفر وسط الشعب، وازالة سوء التفاهم الذي أوجده هؤلاء النفر بين الشباب المثقف وبين الدين، وعلى الله قصد السبيل..
الطابعون
شركة الطابع السوداني المحدودة
الخرطوم وسط