إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الكذب وتحرّى الكذب
عند الأخوان المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
(فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَ‌ضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وإذا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ)
صدق الله العظيم..


المقدمة:


على أثر الهزيمة الساحقة، التي لحقت بالإخوان المسلمين، في الانتخابات الأخيرة، لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وبعد فشل الأخوان الذريع في تزييف هذه الهزيمة، للحد الذي جعلهم يكتبون في صحيفتهم (الرائدة) بجامعة القاهرة – الفرع، وتحت عنوان الاتجاه الإسلامي يحقق انتصارا كبيرا في جامعة الخرطوم!! (والجدير بالذكر انه لم يبق للاتجاه الإسلامي الا ثلاثين مقعدا فقط ليسيطر على المجلس الأربعيني)!!! أخذ الأخوان المسلمون ينحون منحى، جديدا، يحاولون به إثارة جو عام من الإرهاب في الجامعة، يقصدون به، في المقام الأول، تعطيل حركة التوعية الفكرية التي كانت السبب المباشر، في هزيمتهم في الانتخابات.. ثم وضع الاتحاد الجديد، امام مشاكل عديدة، تظهره بمظهر الضعف، وتشغله عن انجاز مهامه الأساسية، حتى يفشل مبدأ التمثيل النسبي نفسه، ويعود الأخوان المسلمون مرة أخرى الى القيادة التي فقدوها.. كما ان الغرض من إشاعة الإرهاب، اشعار الإدارة، والتنظيمات السياسية، والطلاب، بأن الأخوان المسلمين ما زالوا أقوياء، مما يدفع كثيرا من المترددين الى صفوفهم ابتغاء السلامة..
ولقد بدأت اشاعة جو الإرهاب في الجامعة، باعتداء اثنين من الأخوان المسلمين على الطالب عثمان حمدان، عضو الجبهة الديمقراطية، والسكرتير الاجتماعي للاتحاد، وذلك في نهار الأربعاء 14/11/1979م، ثم تبع ذلك اعتداء ثلاثة، من الأخوان المسلمين على الطالب صديق الزيلعي، عضو الجبهة الديمقراطية، والسكرتير العام للاتحاد وذلك في مساء الجمعة 16/11/1979م. ثم حدث بعد ذلك اعتداء ثلاثة من الأخوان المسلمين على الطالبين عمر القراي، والنذير محي الدين، أعضاء رابطة الفكر الجمهوري، وذلك نهار الأحد 18/11/79.. ولقد كان الأخوان المسلمون في كل هذه الاعتداءات، يفوقون خصومهم عددا، ويباغتونهم من الخلف، دون أى إنذار، مما يصم هذا العمل بالغدر وبالخيانة، ويجرده، تماما، من الرجولة العادية، دع عنك أخلاق الدين الحنيف.. ولقد صحبت هذه الاعتداءات تهديدات، لأفراد من التنظيمات الأخرى، ومن المستقلين، بلغت حد التهديد بالقتل!!