إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الكذب وتحرّى الكذب
عند الأخوان المسلمين

الاعتداء الأثيم:


وفى نهار الإثنين 19/11/1979م ترصدت مجموعة من الأخوان المسلمين تبلغ حوالي الأربعين، لسبعة من الأخوان الجمهوريين، وراقبتهم، في شكل مجموعات، من على البعد، وتبعتهم الى خارج الجامعة، حيث تقدم أحدهم، ويدعى مطرف صديق، وسأل الأخ احمد المصطفى دالي قائلا: (لقيتوا الأموال السرقوها الأخوان المسلمين من الاتحاد؟؟) فأجابه دالي بقوله: (نحن ما دايرين معاك نقاش).. فقال مطرف صديق: (نحنا ما جينا لى نقاش نحن جينا ناس ضرب)!! ثم بدأ بالفعل يضرب، وفجأة هجمت تلك المجموعات من جميع الجهات، وبدأت تضرب الأخوان الجمهوريين.. ولقد كان الأخوان المسلمون يستهدفون الأخ أحمد المصطفى دالي بصورة خاصة باعتباره مؤسس حركة الحوار الحر في الجامعة، ومحور التوعية المكثفة التي كشفت تنظيمهم، ومزقت قاعدته، وتسببت في هزيمتهم في الانتخابات الأخيرة.. ثم انهم لم يكفوا عن ضرب الأخ دالي حتى حين سقط، وهو ينزف بشدة، على الأرض، بل راحوا يركلون رأسه الدامي بأحذيتهم الثقيلة، بصورة جنونية، في محاولة وحشية لإسكاته الى الأبد، دونما مراعاة لأي قدر من الشرف في الخصومة، أو للرجولة في المواجهة.. ولم يسلم الأخوان الجمهوريون الذين كانوا يحاولون جهدهم، دفع العدوان عن دالي، من الأذى، وهم يقاومون هجوما مباغتا من جماعات تفوقهم عددا، تحاصرهم من جميع الجهات..
وفى اليوم التالي وزع الأخوان الجمهوريون في الجامعة منشورا يدين هذا الحادث المشئوم، جاء فيه (إن ما يجري اليوم في جامعة الخرطوم على يدي الأخوان المسلمين من خصومة فجرت، فخرجت على أخلاق البيت السوداني الأصيلة، وقيّم الدين السامية، وخصال الرجولة الحقة، إنما هو سبة على جبين هذه الجامعة!! فقد جمع هذا الحادث الغدر، والخيانة، والجبن، معا، وفى أسوأ صورها!! فالمعتدون، وهم كثرة، يستأسدون على قلة على حين غرة ومن الخلف، ثم يواصلون العدوان، في خسّة، على هدفهم، حتى بعد الحاق الأذى به، وسقوطه نازفا على الأرض!! وذلك أثناء عطلة الجامعة، وفى غياب القاعدة الطلابية العريضة!! الخسّة التي لا حدود لها!!).. كما أقاموا ركنا للنقاش، في ذلك الصباح، ندّدوا فيه بالسوء الذي أوغل فيه الأخوان المسلمون مخلفين وراءهم كل قدر من مسكة العقل، أو مسحة الدين..