إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

غزو أفغانستان
النذير العريان

وسائل الإستعمار السوفيتي
للسيطرة على بلدان العالم الثالث


نقدم فيما يلي أساليب الإستعمار السوفيتي في السيطرة على بلدان العالم الثالث، وضمها إلى المنظومة السوفيتية) كجزء من الإستراتيجية السوفيتية في السيطرة الكاملة على العالم قاطبة، كما أسلفنا:-
1) احتواء حركات التحرير.. وانجولا أقرب الأمثلة: فقد مد السوفيت (الحركة الشعيبة لتحرير انجولا) ذات الإتجاه الشيوعي بما قيمته 300 مليون دولار من الأسلحة وب 15 ألف جندي كوبي، حتى تم لها النصر في الحرب الأهلية الأنجولية على حركات التحرير الأنجولية المتصارعة، فأستولت على مقاليد الحكم لتربط أنجولا بفلك النفوذ السوفيتي!! وعن إحتواء حركات التحرير، تحت ستار مساندتها ضد الإستعمار، يقول لينين- مؤلف لينين (حركة التحرر الوطني في الشرق)، دمشق 1958 ص 173-199-: (يجب على جميع الأحزاب الشيوعية ان تقدم عونا مباشرا إلى الحركات الثورية التي تقوم بها الأمم التابعة، أو التي لا تتمتع بحقوقها كاملة، وإلى المستعمرات..) ويقول: (و يجب أن يكون واضحا كل الوضوح أنه في المعارك الحاسمة المقبلة للثورة العالمية، هذه الحركة التي تقوم بها غالبية سكان المعمورة والتي كانت تهدف بالأصل إلى التحرر الوطني، سوف تتحول، في المعارك الحاسمة المقبلة للثورة العالمية، ضد الرأسمالية، والإمبريالية، وربما تلعب دورا ثوريا أكبر مما نتوقع..) فالإتحاد السوفيتي يهدف إلى تحويل حركات التحرر الوطني إلى ثورة عالمية، بقيادته هو ضد الغرب، حتى يخضع الدول الجديدة إلى هيمنته التامة، التي لا فكاك منها!!
2) إحتواء جبهات المعارضة التي تناهض الأنظمة التقليدية، كالملكيات، كما حدث في أثيوبيا، وافغانستان، وإستغلال الأوضاع المضطربة التي تعقب، في العادة، تغيير هذه الأنظمة التقليدية، ذات الإستقرار السياسي النسبي، في توطيد نفوذ الحركة الشيوعية، حتى يؤدي مناخ الإضطراب السياسي إلى تغيير شيوعي سافر، من الداخل، ومن الخارج، كما يترقب الروس اليوم أوضاع إيران للإنقضاض عليها في اللحظة الحاسمة!!
3) العمل على نمو الأحزاب الشيوعية في دول العالم الثالث عن طريق استغلال التناقضات الطبقية، أو العجز عن الإصلاح الإقتصادي، أو عدم الإستقرار السياسي، أو الأزمات التي تصحب النمو والتطور، في هذه الدول، في اثارة السخط ضد أنظمتها، وفي طرح الأحزاب الشيوعية نفسها كبديل اصلاحي لها، بشعارات تقدمية، حتى تثب إلى السلطة عسكريا، لحسم الصراع، في جو مشحون بعدم الإستقرار، وسرعان ما يتلقي قادة الإنقلاب الشيوعي الدعم السوفيتي من أقرب قاعدة عسكرية سوفيتية، كما حدث، ويحدث، في دول امريكا اللاتينية،و آسيا، وافريقيا.. وعن حتمية الحرب الأهلية التي تزكيها، وتستغلها الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث يقول لينين (الصراع الطبقي يتطور في فترات اشتداد حدة الأزمات السياسية والإقتصادية إلى حرب اهلية مباشرة)- لينين، المجلد 2 صفحة 192.
4) تغيير الأنظمة اليسارية المعتدلة التي تكون قد خدمت غرضها في تغيير الأنظمة التقليدية السابقة لها، وفي تمكين النفوذ السوفيتي بأنظمة شيوعية أكثر ايجابية في خدمة المصالح السوفيتية المباشرة كما حدث في عدن، وفي اثيوبيا، وفي افغانستان.
5) استخدام قوات ذات مقدرات عسكرية خاصة من الدول الشيوعية الصغيرة ككوبا، والمانيا الشرقية، بدعم سوفيتي، في التدخلات العسكرية، في دول العالم الثالث.. والتخطيط، والدعم الذي تقوم به الأنظمة الشيوعية الموالية لنفوذ موسكو ضد دول خارج نطاق هذا النفوذ بغرض اخضاعها، كغزو فيتنام لكمبوديا.
6) زرع جيوب عسكرية، في مناطق النفوذ السوفيتي تكون نقاطا للجسور الجوية، وقواعد للعمليات العسكرية، وموانيء للقطع البحرية، كما هي اليمن الجنوبية، واثيوبيا، وانجولا، لإستخدامها في التدخلات العسكرية.
7) استغلال القضايا الدولية، كقضية الشرق الأوسط، والأزمات الدولية، كاحتجاز الرهائن الأمريكيين بطهران، في خلق توتر دائم في العلاقات بين دول العالم الثالث وبين الغرب، وبخاصة امريكا، لتوسيع التغلغل السوفيتي في هذه الدول.
8) السيطرة على البلاد ذات المواقع الإستراتيجية، كالممرات المائية، وعلى البلاد الغنية بمصادر الطاقة، والغذاء، كما هي الأطماع السوفيتية في الشرق الأوسط، وافريقيا..
9) عقد معاهدات (صداقة وتعاون) مع بلدان العالم الثالث بهدف وضع هذه البلدان في خدمة المصالح السوفيتية، كالمعاهدات مع عدن، والعراق، واثيوبيا، وليبيا، وانجولا.. ثم بهدف اتخاذ هذه المعاهدات كذرائع للتدخلات العسكرية في شئون هذه البلاد، في اي وقت، كما حدث في افغانستان..
10) الغزو السوفيتي السافر لبلدان العالم الثالث لتوطيد دعائم نظام شيوعي مهدد داخليا بثورة، أو لفرض زعامة شيوعية جديدة أكثر خدمة لمصالح الكرملين.. وافغانستان أقرب الأمثلة..
هذه هي أساليب الإستعمار السوفيتي في فرض هيمنته على دول العالم الثالث في ظروف عالمية تبدو، بالنسبة للسوفيت، كما أسلفنا، أكثر مواتاة من أي وقت مضي..