إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

أنقذوا الشباب
من هذا التنظيم الدخيل

نفى الترابي لوجود التنظيم يكذبه الواقع:


إن أمثلة المراوغة وعدم الصدق، ومجافاة الحق، لا حد لها عند الترابي ففي مقابلة تلفزيونية، في برنامج الكرسي الساخن، الذي يقدمه الصحفيان حسن ساتي وأحمد البلال، سئل الترابي: كيف يوفق بين عضويته في الاتحاد الاشتراكي وبين انتمائه، بل رئاسته، لجماعة الاخوان المسلمين؟
فكانت إجابته على هذا النحو: (إن الأمر يعتمد على ماذا تفهم أو تعني بأخ مسلم فإذا كنت تعني تنظيما محددا فليس هناك وجود لمثل هذا التنظيم الآن ولكن إن كنت تعني بالأخ المسلم الذي يدعو للإسلام ويسعى لتحكيم الشريعة فأنا بهذا المعنى من الاخوان المسلمين ولا أجد تعارضا بين كوني أخا مسلما بهذا المعنى وبين عضوية الاتحاد الاشتراكي بل يمكن أن تعتبر الرئيس نميري نفسه أخا مسلما بهذا المعنى لأنه يدعو لتحكيم الإسلام والشريعة الإسلامية)
هكذا أجاب الترابي!!
إن السؤال واضح ومحدد وهو لا يعني غير تنظيم الاخوان المسلمين الذي تسمّى بهذا الاسم ليتميز به عن بقية التنظيمات والفرق الإسلامية العديدة الأخرى، ومع أن السؤال واضح، ومحدد، ولا لبس فيه، فإن الترابي غلبت عليه نزعته للتمويه والتعمية ليجعل له وجهين: (الأمر يتوقف على ماذا تعني بكلمة أخ مسلم؟).
وأسوأ من ذلك، فإنه لم يكن صادقا في قوله: (ليس هناك وجود لمثل هذا التنظيم)، ذلك بأنه يعلم تماما، قبل غيره، أن هناك وجودا نشطا لهذا التنظيم الذي يتزعمه هو.. ودونكم برنامج عمل تنظيم الاخوان المسلمين لعام 1978 – 1979 وهو يكشف مخطط هذا التنظيم لاحتواء السلطة، كما أنه يكشف تناقض الترابي، الذي سمح له دينه، وسمحت له ثقافته، أن يجمع بين العضويتين:
عضوية الاتحاد الاشتراكي، وعضوية، بل رئاسة تنظيم الاخوان المسلمين.. وأسوأ من ذلك ايضا، أن يحاول إخفاء هذه الازدواجية، وأن ينكر هذا اللبس للقميصين!!
ولقد نشرنا نحن ذلك البرنامج من قبل في كتابنا: (مفارقة الاخوان المسلمين للشريعة والدين).. وها نحن ننشر، هنا، بعض فقراته، ونضع خطوطا تحت بعض عباراته التي تبين أن التستر تحت عبارة (الحركة الإسلامية) لا يستطيع أن يخفي الوجه الحقيقي لتنظيم الاخوان المسلمين المندس تحت اسم هذه (الحركة الإسلامية)!!

برنامج الاخوان المسلمين لعام 1978 – 1979:


* (المداخل: الاشتراك الفعّال والمؤثر في التنظيمات السياسية القائمة بدء بالوحدات الأساسية إلى أعلى مراكز التنظيم.
* المشاركة في التنظيمات الاجتماعية والثقافية والنقابية.
* التركيز على نشاط الشباب في مراكز الشباب والرواد والكشافة.
* الاهتمام الخاص بمجالات الارشاد والتوجيه صحافة تلفزيون.. الخ والاستفادة من الشئون الدينية ومراكز احياء النشاط الإسلامي والتغلغل إلى ادارات المساجد.
* توجيهات: التدابير التي يجب على كل شعبة اتخاذها هي وضع خطة لكل شعبة.. تثقيف الأفراد – الصلة المستمرة بإدارات التنظيم.
* مضاعفة حجم الاسر إلى 10 أضعاف في العام.
* الرجوع للعناصر القديمة من الاخوان المسلمين الذين تركوا التنظيم لأسباب معينة في الماضي واغراؤهم للعودة لمواصلة الجهاد.
* إذا لم يتم النجاح، الآن، في تولّى ادارات المنظمات فيجب أن يبرز الاخوان فيها ليؤهلوا انفسهم للقيادة في المستقبل.) الخ.
هذا ما جاء في برنامج عمل تنظيم الاخوان المسلمين وهو يثبت، بما لا يدع مجالا للشك، وجود، بل تآمر، تنظيم الاخوان المسلمين لاحتواء السلطة..