إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

اﻟﻬﻮس الدﻳﻨﻲ يهدد أمن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الإسلام

مواجهة المسيحيين:


يكفي للتدليل على هوس الأخوان المسلمين، وتأكيد خطره على وحدة هذا البلد أن نورد هذه الفقرات من المنشور الذي أصدره فرعهم بجامعة أم درمان الإسلامية بمناسبة معرضهم الذي أقاموه بأرض المعارض بأبي جنزير .. يقول ذلك المنشور:

«هذا التحرك المسيحي: يجب أن يتوقف
أيها المواطنون ..
لقد أصبح التحرّك المسيحي المشبوه في السودان أمراً بالغ الخطورة على المسلمين وعلى العقيدة الإسلامية وصار السكوت عليه جريمة في حق المسلمين وعقيدتهم وخطراً يهدد وجودهم وكيانهم وحاضرهم ومستقبلهم ..
وقد أصبح المسلمون يحسّون بأنّهم الآن مواجهون بعمل كبير وخطير وأنّه قد يكون مصحوباً بعمليّات تدريب عسكرية مسيحية وضحت حقائقها من مواكب الصليب التي كانت تجوب الطرقات في تحد ظاهر لمشاعر المسلمين ..
وقبل أن يتفاقم الأمر على نحو يصعب علاجه إلا بثمن فادح فإنّ السلطة مطلوب منها اليوم قبل الغد، أن تخطو خطوة فعّالة لمواجهة هذا الخطر على مستوى السودان كلّه» انتهى ..
إنّ الأخوان المسلمين لا يتورّعون، في سبيل تحقيق أغراض تنظيمهم من السير على أشلاء أبناء الوطن، وهم، بعد، لا يتصوّرون أبعاد الخطر الذي يمكن أن يتأتى من إصدار مثل هذا المنشور المليء بالإثارة، والمحشو بالاختلاق. وإلا فما معنى هذا الفهم المتعسّف لأمر المواكب التي يسيّرها إخواننا المسيحيون الجنوبيون في أعياد رأس السنة الميلادية «الكريسماس» وهم يحملون على صدورهم الصليب، مترنّمين بأناشيدهم الدينية، وهي مواكب قد ظللنا نراها في كل عام، ومنذ عشرات السنين، من غير أن تجرح مشاعر أحد، أو تستفز عقيدته، بل على العكس هي مثار تعميق لمشاعر المتديّنين الواعين، الذين لا يضيقون بعقائد الآخرين ..
إنّ هذا المنشور الذي أصدره الأخوان المسلمون لمن أردأ الأعمال، وأبعدها عن العقل، والحكمة. ولنا أن نتصوّر مدى الفتنة التي كان من الممكن أن تقع لو تعامل الطرف الآخر برد الفعل، بإزاء هذا المنشور الذي احتشد بالتهديد والوعيد، ثم اختتم بهذه الأبيات:
أرى خـلال الرماد وميض نار يوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطـفها عقـلاء قـوم يكـون وقودها جثث وهام!!