إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

عودة المسيح

البشارة بمجيء المسيح في التوراة


لقد بشرت الأديان الثلاثة بمجيء المسيح، وبصورة تكاد تكون واحدة.. فأهل هذه الديانات إنما هم ينتظرونه، ويترقبون ظهوره.. وهذا (التوحد) بينهم، في الانتظار والترقب، إنما هو، في حد ذاته، دلالة على أصل الوحدة في هذا الثالوث الإسلامي، كما هو إشارة بتحقيق الوحدة بينهم في المستقبل الموعود..
أما في التوراة فقد جاء في أشعياء الإصحاح الحادي عشر: (ويخرج قضيب من جذع يسي، وينبت غصن من أصوله، ويحل عليه روح الرب.. روح الحكمة والفهم.. روح المشورة والقوة.. روح المعرفة ومخافة الرب.. ولذته تكون في مخافة الرب، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه، ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه)
(فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل والشبل والمسمن معا، وصبي صغير يسوقها، والبقرة والدبة ترعيان.. تربض أولادهما معا، والأسد كالبقر يأكل تبنا، ويلعب الصغير مع سرب الصل، ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان لا يسوؤه.. ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر، ويكون في ذاك اليوم أن أصل يسي القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا) انتهى.
هذه البشارة في التوراة بمجيء المسيح الأخير الذي ينتظره اليهود إنما تستوجب الإيمان بالمسيح الأول، وبمحمد، حتى يكتمل الثالوث، من هذه الأديان الثلاثة، فيجيء توحيد الثالوث على يدي المسيح، في أخريات الأيام، فتتحقق الخلافة البشرية على الأرض، كما تحققت يوم خلق الله آدم قبل أن يهبط إلى الأرض.. هذه الخلافة هي ملكوت السماء وهو يتحقق على الأرض.. وهذا الخليفة هو (الملك) الموعود، وهو، في الحقيقة، آدم الثاني.. ورد في القرآن: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون!!)