لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

هذا هو الشيخ
محمد متولي الشعراوي

لا تعدد زوجات في الجنة


ان الشيخ شعراوي لم يجد جوابا حين ووجه بأن الرجل في الجنة يكون له عدد وفير من الزوجات، من الحور العين، فلم يسعه الاّ ان يقول: (نحسن الظن بكل ما شرع الله لنا في الدنيا ونحسن الظن بكل ما أعد الله لنا في الآخرة).. ومما أعد للرجل الصالح في الآخرة طبعا، في فهم الشيخ، الزوجات الكثيرات!! ولكن!! نحن نقول للشيخ ان ليس في الجنة تعدد زوجات!! وإنما هي الزوجة الواحدة للزوج الواحد (خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها) زوجتك هي انبثاق نفسك عنّك خارجك.. هي واحدة، في (الحقيقة)، وتطلب ان تكون واحدة في (الشريعة)..
وفي الجنة ما ظنّه الناس تعدد زوجات ما هو بذاك، ولكن الزوجين يجد كل واحد منهما، في صاحبه، كل ما يخطر على قلبه من وجوه الحسن والطيبة.. تتلون وتتعدد الزوجة، ويتلون ويتعدد الزوج، بعدد ما يرد، في ذهن كل منهما من الصور التي يحبها، كل على حسب مقامه عند ربه (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد).. وهذا التلوّن، والتنوّع، والتعدّد في الشخصية الواحدة، هو البديل عن التعدد. وهو ما جرى التعبير عنه بالحديث عن كمال الحور، وحسنهن..

الحور ما هنّ!!؟


والحور اللائي يرد ذكرهن في القرآن – وزوجناهم بحور عين – لسن من جنس آخر غير جنس الإنسان، وإنما هن النساء أنفسهن، وإنما أخذن هذا الاسم، والوصف، لكونهن في الجنة طاهرات دائما، ومبرآت من المحيض أصلا.. ودونكم القرآن (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).. فلو لم يكن الزوجات، والأزواج، من نفس جنس الرجال والنساء، فكيف تكون المودة والتآلف بينهم؟