لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

طوِّروَها حَتّى تَصيَر:
جَامِعَة أمْدُرمَان

الاخوان الجمهوريون



طوِّروَها حَتّى تَصيَر:
جَامِعَة أمْدُرمَان







الطبعة الأولى نوفمبر 1981 محرم 1402







الاهداء:


انما يهدى هذا الكتاب مرّتين:
في الاولى يهدى الى: التجاني يوسف بشير!! وله يقول: لقد كنت محقاً في أقوالك عن (رجال الدين) فأذن لنا بايراد بعضها للقاريء الكريم، في هذا الكتيب، بعد أن تّم لك نشرها في مجّلة (النهضة) السودانية بتاريخ 12/2/1932.. لقد قلت يومئذ (قوم منّا أخذوا يتظاهرون بالتقوى والورع، جاعلين الدين وسيلة لبلوغ مآربهم!! لقد ساعدناهم على اعمالهم هذه حيناً من الدهر.. اذ كناّ نبالغ في احترامهم، وكانوا يتمادون في تضليلهم، وبهتانهم، حتى صاروا يطالبوننا بما لا نطيق!!
(حماة الأخلاق) هؤلاء يتوارون تحت ثياب صارت الآن بالية، بعد أن خدعونا بها طوال السنين، أمّا الآن فقد جاء الحق، وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا!!)
وهو في الثانية انما يهدى الى: طلّاب جامعة امدرمان الاسلامية ولهم يقول: لقد هبّت رياح التغيير في اوساطكم، وهي لن تلبث ان تعصف بالتخلّف الذي جثم على انفاس مؤسستكم طيلة نصف قرن من الزمان: يكفر الاحرار الابرار، ويشّرد النجباء من الطلّاب، ويسيء الى الاسلام، وينّفر منه الشباب، فتيان! وفتيات!!
أشعلوا الثورة الثقافية، والثورة الفكرية، ببعث (لا إله الا الله) وباحياء (طريق محمد)، في حياتكم، في داخلية كل فرد منكم، وساعتها ستنهار، وتتهاوى اركان الجمود والتحّجر الخاوية أمام سطوة الفكر، وعنفوان الروح..
لقد جعلتم التخلّف الذي تمثّل في ادارة هذه الجامعة يلفظ انفاسه الاخيرة، بمبادرتكم الشجاعة، لفتح منبر الاتحاد للحوار الحر، ثم بوقفتكم الصامدة في وجه الوصاية غير الحكيمة التي حاولت الادارة ان تفرضها عليكم، وان تتغول بها على حقوقكم الاساسية، فكان الحق في جانبكم، وكان منصورا.. سيروا في طريقكم، فقد اتضح السبيل، وشدّت قافلتكم الرحّال، لا تلوي على شيء دون هدفها الكبير.. حيث تحرّر الارادة الطلّابية، ويقتلع الهوس الديني من جذوره وتتوقّد جذوة الفكر!!