إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

بنك فيصل الإسلامي!؟

المدخل



النظام الحالي للبنوك


يعمل النظام الحالي للبنوك التجارية، على أساس جذب أموال المودعين من أصحاب الودائع، أو المقرضين، على أساس الفائدة المقررة، والمحددة سلفا .. ثم يقوم البنك بدوره بإقراض هذه الأموال لآخرين على أساس الفائدة أيضا .. ويتم الإقراض، بفوائد أعلى، وأكبر، من الفوائد التي إقترض بها البنك، والتي يدفعها لأصحاب الودائع والمقرضين، مما يضمن له ممارسات مربحة وذلك لحصول الفرق بين الفائدتين .. ومن هنا يتضّح إن الأرباح الناتجة عن اسعار الفائدة، هى الحافز، والمحرّك الأساسى، للأنظمة المصرفية، حتى انه ليصح القول بان نظام الفائدة هو العامل الرئيسي وراء تجمع الموارد لدى البنوك ..

فكرة البنوك الإسلامية


يقول الأمير محمد الفيصل آل سعود رئيس الإتحاد الدولي للبنوك الإسلامية، ورئيس مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي المصري والسوداني، في كتابه: (البنوك والتأمين في الإسلام) محاولا تعريف البنوك الإسلامية: (البنك الإسلامي هو مؤسسة مالية مصرفية لتجميع الأموال، وتوظيفها في نطاق الشريعة الاسلامية بما يخدم مجتمع التكافل الإسلامي وتحقيق عدالة التوزيع، ووضع المال في المسار الإسلامي) إنتهى.
أما الأسس التي بمقتضاها يتحقيق هذا الهدف فقد أجملها الدكتور أحمد النجار أحد منظري نظرية البنوك الإسلامية والمنظّر الرئيسي لتطبيقاتها الحاضرة فيما أسماه بالأركان الرئيسية لعمل البنوك الإسلامية وهى:-
(1- تقرير مبدأ العمل مصدرا للكسب بدلا من إعتبار المال مصدرا وحيدا للكسب ..
2- مبدأ المشاركة في الغنم والغرم (الربح والخسارة) بديلا عن سعر الفائدة المحرم شرعا ..
3- تصحيح وظيفة رأس المال كخادم لمصالح المجتمع.)
وعن وظيفة البنوك الإسلامية يقول: (أما الخصائص المميزة للمصرف الإسلامي فتتمثل في أربعة أمور:-
1/ استبعاد التعامل بالربا
2/ توجيه الحملة نحو التنمية عن طريق الإستثمار.
3/ ربط التنمية الإقتصادية بالإجتماعية.
4/ إحياء فريضة الزكاة ووظيفتها الإقتصادية والإجتماعية الصحيحة)
المصدر الإهرام الإقتصادي العدد 450 بتاريخ 15/5/1974م

نشأة البنوك الإسلامية


لقد نشأت محاولات البنوك الإسلامية أول ما نشأت في باكستان، حيث أوكلت تجربة تنفيذها لبنك تجاري إنتزع سعر الفائدة من معاملاته، ولكن التجربة فشلت تماما .. ويعزي باعثو الفكرة من جديد أمثال الدكتور النجار الفشل الى مسألتين:-
الأولى: هى أن البنك إنتزع سعر الفائدة من معاملاته ولم يضع له بديلا.
والثانية: هى عدم تعديل نظم البنك الداخلية لتساير الوضع الجديد – الإهرام الإقتصادي 15/5/1974م .. أما المحاولة الثانية فقد قامت في مصر عام 1963، حيث قامت تسع بنوك محلية للإدخار، وقد فشلت هذه التجربة ببنوكها التسعة كما حدثنا المصدر السابق..
وفي 29 ديسمبر عام 1970 صدر بيان مشترك، عن مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي جاء فيه ان المؤتمر بعد بحثه للإقتراح المقدم من باكستان ومصر بشأن دراسة فكرة إنشاء بنك إسلامي يوصي المؤتمر مصر بالقيام بدراسة متكاملة للمشروع .. وبالفعل قامت الدراسة وكانت أولى خطوات تنفيذها قيام البنك الإسلامي للتنمية وهو بنك حكومات، تكتتب في رأسماله الدول الإسلامية، ويقوم البنك بإستثمار أمواله في مشروعات الدول الإسلامية على أساس المشاركة ..
وفي عام 1977م، دعا الأمير محمد الفيصل لإنشاء عدد من البنوك الإسلامية وأختار لها إسم فيصل: (تخليدا لذكراه ودوره في إنشاء البنك الإسلامي للتنمية). محاضرة (تجربة البنوك الإسلامية) التي القاها السيد عبد الرحيم حمدي ببنك السودان في 26/11/1981م.