إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

بنك فيصل الإسلامي!؟

كيف تعمل البنوك الإسلامية


تحصل البنوك الإسلامية على مواردها المالية من أربعة مصادر رئيسية:-
1/ الودائع الجارية
2/ الودائع الإستثمارية
3/ ودائع الإدخار .. كما تستعمل في بعض الأحيان الأموال المجمعة من صندوق الزكاة وتستثمر هذه الأموال في الأوجه التالية:
(1) استثمار مباشر، وذلك بإنشاء شركات ومؤسسات تجارية تقوم بنشاط إقتصادي معين، تجاري أو صناعي أو زراعي..
(2) إستثمار غير مباشر وذلك بالمشاركة مع آخرين في مشروعات يتقدم بها أصحابها للبنك لتمويلها.. والصيّغ التي يتعامل بها البنك مع المشاركين هى:-
(أ‌) المشاركة: في هذه الصيغة يكون المال والعمل مشاركة من الطرفين (البنك والعميل) ثم ينال كل منها نصيبه من الربح على حسب الإتفاق، ومن الخسارة على حسب المشاركة في رأس المال.
(ب‌) المضاربة: في هذا النوع يقوم أحد الطرفين، بتقديم رأس المال، ويشارك الطرف الآخر بالعمل، ويسمى الأول رب المال، والثاني مضارب. ويقسّم الربح بنسبة متفق عليها مقدما. على ان يتحمّل رب المال كل الخسارة، ويفقد صاحب العمل مجهوده فقط.
(ج) المرابحة: بيع عادي يتولاه البنك بعد وضع ربح محدد مسبقا على السلعة، وفي هذه الحالة ينوب عن العميل في شراء واستيراد السلعة.
هذه هى طرائق بنك فيصل الإسلامي، التي يدعى أنه يتجاوز بها العمل المصرفي التقليدي، ويحقق بها موافقة الشريعة.. فلو ثبت ان بنك فيصل الإسلامي، يمارس الربا، الواضح، ويعترف بممارسته حينا، ويعتذر عنه بالضرورة والحاجة حينا آخر، ويمارس الربا في تستر بهذه الصيّغ التي يدّعي أنها شرعية، وأنها بديل عن سعر الفائدة، ثم هو يأكل أموال الناس بالباطل، ويضلّل عن كل ذلك بالتزييف الموبق للشريعة، وإستصدار الفتاوى التي تحلّل معاملاته من هيئة تابعة له، من العلماء اسماها "هيئة الرقابة الشرعية"، فإن حسن النية، الذي كان يمكن ان يظن بهذا العمل، يصبح غفلة، وجهلا، وتظهر حقيقة ان الإسلام نفسه مستغل، ابشع إستغلال، في تحقيق أرباح طائلة، وفي محاولة للسيطرة على النظام الإقتصادي في بلادنا، مما يستوّجب مناهضة هذا العمل، بكل الوسائل الممكنة، وحتى لا يظن أحد أننا نلقي الحديث جزافا، فإننا ندعو القراء الكرام الى تأمل التحليل الذي يرد في الصفحات التالية من هذا الكتاب، وبالله التسديد وعليه التكلان.

حيل البنوك الإسلامية لتحليل الربا


ان محاولات بنوك فيصل للإحتيال على الربا، ليست هى أول محاولات يشهدها العالم الإسلامي، بل سبقتها إتجاهات للبنوك الإسلامية، ومن ذلك إتجاه يزعم ان أعمال البنوك المعاصرة لا تتعارض مع أحكام الشريعة، ومن ذلك كان إتجاه البنك الوطني بمصر وقد كانت محاولته قبل الثورة العرابية وقد فشلت بفشلها وقد كان هذا الرأى (هو نفسه رأى بعض رجال الدين بالمملكة العثمانية وقد كانت مقر الخلافة الإسلامية وهو جواز إنشاء البنوك على حيلة تسمى المبايعة الشرعية)..
(الإتجاه الثاني: البنوك ضرورة إقتصادية وهو رأى بعض الفقهاء ممن يعتمدون على الدليل والبرهان لا على رأى ضعيف أو على احدى الحيّل ومقتضاه جواز إنشاء البنوك في البلاد الإسلامية وممارستها لأعمالها على الصورة المعتادة وذلك بناء على ان الضرورة تدفع الى ذلك) واصحاب هذا الرأى يستدلون بإبن القيم تلميذ إبن تيمية.
(الإتجاه الثالث: وهو الإتجاه السليم: يرى المرحوم الدكتور محمد عبد الله العربى تعديل نظام اعمال البنوك حتى يتلاءم مع احكام عقد المضاربة الإسلامي وحتى تحل أرباح المضاربة محل الفائدة المحرمة ...)
(ولقد اتخذت افكار المرحوم محمد عبد الله العربي أساسا لإنشاء البنوك الإسلامية الحالية ولكن بعد إدخال بعض تعديلات عليها)
راجع كتاب "المبادىء الإقتصادية في الإسلام" للدكتور علي علي ومن هنا يمكن ان ندخل في أصل الموضوع..