إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الأستاذ محمود محمد طه
يتحدث عن ثورة اكتوبر والوحدة القومية

السبيل إلى اكتوبر الثانية


"إن ثورة اكتوبر ثورة فريدة في التاريخ، وهي لم تجد تقويمها الصحيح إلى الآن، لأنها لا تزال قريبة عهد فلم تدخل التاريخ بالقدر الكافي الذي يجعل تقويمها تقويما علميا ممكنا.. ولقد يكفي أن يقال الآن إنها ثورة فريدة في التاريخ المعاصر تمكن بها شعب أعزل من اسقاط نظام عسكري استأثر بالسلطة مدى ست سنوات.."
"وثورة اكتوبر ثورة لم تكتمل بعد، وإنما هي تقع في مرحلتين.. نفذت منها المرحلة الأولى، ولاتزال المرحلة الثانية تنتظر ميقاتها.. المرحلة الأولى من ثورة اكتوبر كانت مرحلة العاطقة المتسامية التي جمعت الشعب على إرادة التغيير، وكراهية الفساد، ولكنها لم تكن تملك من إرادة التغيير، فكرة التغيير حتى تستطيع أن تبني الصلاح بعد إزالة الفساد.. من أجل ذلك انفرط عقد الوحدة بعيد إزالة الفساد، وأمكن للأحزاب السلفية أن تفرق الشعب وأن تضلل سعيه حتى وأدت أهداف ثورة اكتوبر تحت ركام من الرماد، مع مضي الزمن"
"والمرحلة الثانية من ثورة اكتوبر هي مرحلة الفكر المستحصد العاصف الذي يتسامى بإرادة التغيير إلى المستوى الذي يملك معه المعرفة بطريقة التغيير.. وهذه تعني هدم الفساد القائم ثم بناء الصلاح مكان الفساد وهي ما نسميه بالثورة الفكرية.. فإن ثورة اكتوبر لم تمت ولا تزال نارها تضطرم، ولكن غطي عليها ركام من الرماد. فنحن إنما نريد أن تتولى رياح الفكر العاصف بعثرة هذا الرماد حتى يتسعر ضرام اكتوبر من جديد فتحرق نارها الفساد، ويهدي نورها خطوات الصلاح وليس عندنا من سبيل إلى هذه الثورة الفكرية العاصفة غير بعث الكلمة (لا إله إلا الله) جديدة دافئة، خلاقة، في صدور النساء والرجال كما كان العهد بها في القرن السابع الميلادي".. من مقدمة كتاب (لا إله إلا الله) للأستاذ محمود محمد طه