لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

الأستاذ محمود محمد طه
يتحدث عن ثورة اكتوبر والوحدة القومية

خاتمة


لقد قدمنا في السطور السابقات نزرا يسيرا مما قاله سيد الشهداء عن ثورة اكتوبر وعن الوحدة الوطنية والوحدة القومية وعلى الرغم من الانتفاضة الشعبية العظيمة التي أودت بنميري وطغمته المهووسة إلا اننا لانزال نعيش في ظل قوانينه المزيفة للاسلام، والمذلة للشعب ولايزال ويا للعجب، الوضع الحاضر يجاري وضعا دينيا متخلفا، متمثلا في تلك القوانين، قوانين سبتمبر، وفي مؤسسات التخلف الديني من أمانة الشؤون الدينية وما يسمى زورا بالجامعة الاسلامية والبنوك الاسلامية المزعومة. وهي مؤسسات تئد الثورة الشعبية المباركة، وتقفل الطريق أمام إنجاز شعبنا لوحدته الوطنية والقومية. ولكن لاضير، فإن الشعب السوداني أستاذ الشعوب الذي هب في اكتوبر وأطاح بالدكتاتورية العسكرية الأولى، ثم هب مرة ثانية فأطاح بعرش الدكتاتور نميري وسدنته المهووسين، لقادر، بعون الله، على إزالة هذا الغثاء من وجه المعين الصافي، حتى يرده الشعب وترده الإنسانية جمعاء، بإذن الله..

الإخوان الجمهوريون
21 أكتوبر 1985


الثمن 50 قرشا