متن المحاضرة
بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم
حديثنا ، في هذه الأمسية ، سيكون عن: (الماركسية في الميزان) .. و هذا الحديث يجئ ضمن عملنا ، نحن الأخوان الجمهوريين ، في محاولة توعية الناس في السودان ، في الوقت الحاضر .. التوعية السياسية المطلوبة ، لكي تكون هناك نهضة سياسية ، و نهضة إقتصادية ، ونهضة إجتماعية .. و في الميدان ، في الوقت الحاضر ، هناك فكرتان ـ الفكرة الماركسية ، و الفكرة الإسلامية .. و محاضرة هذه الأمسية إنما هي للتنوير فيما يخص الفكرة الماركسية .. و هي بإسم (الماركسية في الميزان) .. و غداً ستكون هناك ، إن شاء الله ، كلمة أخرى عن تطوير التشريع الإسلامي ، يراد به إلى التنوير فيما يخص الفكر الإسلامي .. و ما أعتقد أن في الميدان ، في الوقت الحاضر ، في السودان ، إلا هاتان الفكرتان ـ الماركسية ، و الإسلام .. ويمكن للإنسان أن يقول ، على إطلاق المسألة ، أن ليس في العالم ، في الوقت الحاضر ، غير هاتين الفكرتين ، و إن كان الإسلام لم يتخذ الصورة الواضحة ليصبح دعوة .. لكن لا يمكن أن يكون في العالم هناك فكرة تنازل الفكرة الماركسية ، و تصححها غير الإسلام .. فإذن نحن في هاتين الليلتين إن شاء الله ، في هذه الليلة ، و في الليلة المقبلة ، سنحاول أن نتخذ وضع واضح من الرأي المواجه للماركسية و الإسلام ..
ما هـو الميزان
(الماركسية في الميزان) بتقتضي كلمة عن (الميزان) ، قبل ما نتكلم عن الماركسية .. كان عندنا كتيب ، قبل قليل ، تناول نشاط جبهة الميثاق .. و كان إسمه (زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في الميزان: ـ 1) ميزان الإسلام ، 2) ميزان الثقافة الغربية) .. و الموازين ، بطبيعة الحال ، كثيرة ، و تتفاوت في الدقة .. فهناك ميزان بيوزن بيهو الملح ، و ميزان بيوزن بيهو الذهب ، و بيكون هناك إختلاف في (السنج) ، و إختلاف في حساسية الميزان ليستجيب لأبسط فارق في الوزن .. فنحن ، في الوضع الحاضر ، في محاضرتنا عن (الماركسية في الميزان) ، ميزاننا ميزان الإسلام: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، و أنزلنا معهم الكتاب ، و الميزان ، ليقوم الناس بالقسط) ، (الميزان) هنا يمكنك أن تقول: ميزان (الشريعة الإسلامية) .. و يمكنك أن تقول: ميزان: (لا إله إلا الله) بمعنى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ، و الذي أوحينا إليك) دا معناه: شريعة الكلمة: (لا إله إلا اله) لأن (لا إله إلا الله) هي التي أوحيت للنبيين جميعا: خير ما جئت به أنا و النبيون من قبلي (لا إله إلا الله) .. فميزاننا ، إذن ، اليمكن نزن بيهو الماركسية هو: (لا إله إلا الله) .. هو دقة التوحيد المنتظم الوجود ، في أعلاه ، و في أسفله ..
و إنطلاقاً من هذا الميزان يجب أن نصحح مفهوم شائع ، هو أن الماركسية ما حقها يتكلم عنها الناس ، خصوصاً إذا كانوا دعاة إسلام ، ذلك لأن الماركسية رجس من عمل الشيطان ، و أنها لا حاجة لنا بها .. أول ما يجب أن يصحح بميزان: (لا إله إلا الله) هو أن ليس هناك باطل مطلق يمكن أن يدخل في الوجود .. كل ما دخل في الوجود إنما دخل بإرادة إلهية .. والإرادة لا يمكن أن تكون باطل مطلق .. و ما نراه نحن باطل في الإرادة ، إنما هو باطل حكم ، باطل شرع ، باطل لمصلحة وجهة نظرنا نحن .. لكن ، من وجهة نظر الحق ، ليس هناك إلا الحق .. و ماركس ما جاء بحاجة ما أوحاها ليهو الله .. حتى الإلحاد الإنتو ما عايزنو في الماركسية ، ما دخل في الوجود إلا بوحي إلهي ، لحكمة إلهية ، يجب أن يتابعها الناس ، حتى تنجلي ليهم .. و من الخطأ أن نرفض أي شئ من التراث البشري بحكمنا عليه أنه باطل مطلق .. و قد يقال إننا نحن ، كدعاة إسلاميين ، عندنا الإسلام ، و نحن مستغنين بالإسلام عن ما عداه .. (الماركسية) ، و في إشتراكيتها ، و في فلسفتها ، فيما يتعلق بالإنسان ، نحن الإسلام بيغنينا عنها .. نحب أن نقول: أن الإسلام هو ، في الحقيقة ، عبارة عن جميع نشاط صور العناصر الفي الوجود .. الإسلام ، كما يقول عنه ربنا في القرآن: (أفغير دين الله يبغون ؟؟ و له أسلم من في السموات و الأرض ، طوعاً ، و كرهاً ، و إليه يرجعون !!) . الإسلام ، بالمعنى دا هو الإسلام العام ، هو الإنقياد للإرادة الإلهية ، طوعاً للبشر المسلمين ، وهم واعين ، و كرهاً لكل العناصر التي تسير إلى الله مقهورة بالإرادة .. فماركس ، و ما جاء به ماركس ، داخل في الإسلام العام ، لكن لما تجي أنت للإسلام الخاص ، الإسلام المطلوب ، الذي هو الإستسلام الراضي ، و الإنقياد الواعي ، المدرك ، بيكون في خطأ في جانب ماركس ، و في حاجة صحيحة في جانبه ..