مـا لمـاركس و مـا عليـه:-
و نحن ، في الميزان إذن ، عايزين نرى ما ليهو ، و ما عليهو .. النقطة البنبتدئ منها ، هي نقطة عدم الرفض المطلق لماركس ، و نقطة عدم القبول المطلق لماركس .. يجئ هذا من إعتبار أن فكره إنما هو نشاط بشري ، فيهو خطأ ، و فيهو صواب .. و لما نحن نقول إننا سنرى ما ليهو و ما عليهو في الميزان معناه إننا سنضع ، في كفة الحسنات ، حسناته ، و نضع ، في كفة السيئات ، سيئاته .. و المجهود الإسلامي كله له هيمنته ، على النشاط البشري كله .. لما قال ، عن كتابنا: (مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ، و مهيمناً عليه ..) يعني أن كتابنا ، يعني أن ديننا ، مهيمن على الأديان ، و كتابنا مهيمن على الكتب .. الكتب دي مش مجرد الكتب الأربعة المنزلة من السماء .. و إنما كل كتاب ، حتى كتاب (رأس المال) بتاع ماركس ، القرآن مسيطر عليهو ، و مهيمن عليهو ، و يستطيع أن يظهر الخطأ الفيهو ، و يظهر الصواب الفيهو .. من هذا المنطلق نستطيع أن نتكلم عن (الماركسية) ..
(الماركسية) ، هي فلسفة كارل ماركس ، الرجل المشهور .. ملء السمع ، وملء البصر ، في الوقت الحاضر .. كان كارل ماركس ألماني ، من عنصر يهودي .. ولد في ألمانيا ، في أوائل القرن التاسع عشر .. ولد في سنة 1818 ، و ترعرع في المانيا ، لغاية ما أكمل دراسته الجامعية في جامعة برلين .. تخرج في القوانين ، و التاريخ ، و الفلسفة .. و في المانيا ، كان ماركس ثائراً ، كان ذلك في الأربعينات ـ في أواخر الثلاثينات ، و أوائل الأربعينات ـ كان ثائراً حتى أن الوضع الموجود يومئذ في ألمانيا ضاق بثورته ، و أخرجه .. مشى لفرنسا .. في فرنسا أقام بعض الوقت .. إلتصق خلاله بالثوار الفرنسيين ، اللي هم أعقاب الثورة الفرنسية المشهورة ، و ثار معاهم ، حتى ضاقت بيهو فرنسا أيضاً .. كان الوقت وقت ثورات .. حصلت ، في أوروبا ، في محلات كثيرة ، منها ألمانيا ، ومنها فرنسا ، في عام 1848 حصلت ثورات .. فما كان من كارل ماركس إلا أن إنتهز فرصة هذه الثورة في ألمانيا ، ثورة سنة 1848 ، و جاء لألمانيا راجع ، و واصل نشاطه الثوري .. في سنة 1849 ضاقوا بيهو مرة أخرى و طردوه من ألمانيا .. مشى لفرنسا .. منعوه الدخول .. مشى لبريطانيا حيث أقام .. تقريباً كل مذهبه خرج من بريطانيا .. كانت إقامته فيها إلى سنة 1883 ، حيث توفى في لندن ..
مـاركس و ثقافـة عصره
هنا يحسن أن يقال أن كارل ماركس قد صحب ثلاث حركات كبرى: صحب الفكر الكلاسيكي الألماني في الفلسفة .. تقريباً كان هو معاصر ليهيغل ، الفيلسوف الألماني .. و في فرنسا صحب الحركة الشيوعية الثورية ، التي كانت متأثرة بالثورة الفرنسية .. و في بريطانيا صحب الإقتصاد ، زي مابسموه ، السياسي الكلاسيكي .. الإقتصاد الرأسمالي النامي بصورة راقية وسريعة .. لقد كانت لماركس في هذه البلاد ثلاث فرص جيدة .. في ألمانيا كانت الفلسفة ، وفي فرنسا الثورة و الشيوعية ، الأفكار الإشتراكية الثورية ، و في بريطانيا الإقتصاد الرأسمالي المزدهر بصورة ما في البلاد الأوربية زيه .. في بريطانيا ، و في فرنسا ، عاصر الإشتراكية ..