المادية الديلكتيكية و المادية التاريخية ..
هناك مسألة التطور المستمر ، فماركس يرى في المادة صورة الفناء ، و أنها ما بتبقى على صورة واحدة إطلاقاً .. الحركة عنده هي الأصل .. و الحركة عنده هي شكل وجود المادة .. و المادة بتتحول من كمية إلى كيفية .. مثلاً: الموية .. الموية مادة موجودة عندنا .. والطاقة ـ الحرارة ، و البرودة ـ مادة موجودة عندنا .. إذا أنت سلطت الحرارة على الماء بيتحول إلى بخار ، و هي هي الماء .. و إذا أنت سلطت عليها (على الماء) البرودة بتتحول إلى ثلج ، و هي هي الماء .. تحولات المادة من كيفية إلى كيفية تعطي صورة ما يسمى (بالمادية الديلكتيكية) ..
هذه صورتها الطبيعية و أما صورتها الإجتماعية فتسمى (بالمادية التاريخية) .. (فالمادية التاريخية) إنما هي إذن صورة (للمادية الديلكتيكية) ، و لكن فيما يخص المجتمع .. و لقد قعدها ماركس على خمس قواعد هي التي بنى عليها ما سمى (بالإشتراكية العلمية) ..
خمس قواعد للمادية التاريخية
القواعد الخمس: الأولى منها أن مجرى التاريخ يتحكم فيهو الإقتصاد .. بمعنى أننا أنا و أنت (دولتين يعني) عايزين نقتني أشياء بعينها.. إذا كان عليها حصلت بيننا منافسة حصلت منازعات بيننا ، حصلت حرب ، كل هذه تحصل بسبب المنافسة على الأشياء وتحصل الثورات ، ويحصل الإستعمار ، دي صور التاريخ النحن بنأثر فيها بأعمالنا ، و بنشاطنا البنقوم بيهو من اجل أن نقتني الأشياء ـ من أجل أن نمتلك ..
القاعدة الثاينة عنده هي أن التاريخ إنما هو صورة للصراع الطبقي ـ التاريخ سجل للصراع الطبقي ، بمعنى أن المجتمع ، مما فارق المرحلة البدائية خالص ، البدائية لما ما كان عنده الأدوات ، البدائية لما كان الإنسان بعيش على فضلات الخضار البلقاهو ـ قد يكون الأعشاب والحشائش ـ و على فضلات الثمار البرية البلقاها ، من يومئذ بدأ يعرف الطبقات .. لما تطور المجتمع ، و تقدم شوية ، و اخترع الآلة ، و بقى يصيد الحيوان ، و دخل اللحم في غذائه ، و تعقدت حياته شوية ، أصبحت عنده في طبقات تستغل طبقات ، أو طبقة ، يمكنك أن تقول ، بتستغل طبقات ، فنشأ الصراع بين المستغل و المستغلين ، وبدأ التاريخ يسجل .. فالتاريخ إذن هو سجل للصراع بين الطبقات ، هذا معنى قول ماركس في هذه القاعدة .. و دا ، لغاية الآن ، الإنسان بشوفه ساير ، وسائد .. دي نقطة ، أو قاعدة ثانية من قواعده ..
عنده قاعدة ثالثة: هي أن الحكومة ـ أي حكومة ـ إنما هي عبارة عن جهاز تنفيذي ، أو أداة ، في يد الطبقة المستغِلة (بكسر الغين) لتضطهد بها الطبقات المستغَلة .. إذا شرع التشريع ، و إذا نفذ التشريع ، بالقضاء ، أو بالبوليس ، إنما هو دائماً لحماية المستغِل ضد المستغَل .. الحكومة عبارة عن لجنة تنفيذية للطبقة المستغِلة تنفذ بيها أغراضها على الطبقات المستغَلة ..
عنده نقطة رابعة: هي أن العنف ، والقوة ـ دي القبيل قلناها ـ العنف ، و القوة هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان يمكن بهما أن نحدث أي تغيير مهم في المجتمع ..
دي أربعة قواعد بنى عليها ماركس ما سماه: (الإشتراكية العلمية) .. هي عنده علمية لأنها قائمة على دراسة التاريخ دراسة مادية ..
هناك في قاعدة خامسة ، أضافها لينين ، فيما بعد ، بيقول فيها و دي فيما يخص الجهاز ـ إذا كانت الدولة هي أداة في يد الطبقة المستغِلة لتضطهد بها الطبقات المستغَلة ، فالوضع الطبيعي إذن أن تكون الحكومة في يد المستغلين ليتحرروا بها من الإستغلال .. و المقصود منها بطبيعة الحال ، أن يمنع بها المستغَلون (بفتح الغين) أنفسهم من أن يستغَلوا .. و هم ، كمستغَلين ، يعني كطبقات مضطهدة ، ما ها عايزة تستغل غيرها .. دي هي ما سميت: (بدكتاتورية البروليتاريا) ، أو (ديمقراطية) ــــ برضو ، هم يسموها ـــ (ديمقراطية البروليتاريا) .. ديكتاتورية ، تمارسها الطبقة المستغلة ، أو التي كانت مستغلة ، ضد الطبقة المستغلة ، و ديمقراطية ، في حقيقتها ، في حقها هي أي في حق الطبقة المستغَلة (بالفتح) .. هنا أضاف لينين ، كما قلنا ، على القاعدة الخامسة ، من قواعد الإشتراكية العلمية ، عبارة (المثقفين الوطنيين) .. القاعدة الخامسة دي كانت موجودة ، و لكن لينين ، عند التطبيق ، إكتشف أن العمال والمزارعين ، الذين هم أصحاب الحق في أن تكون سلطة الحكم في أيديهم ، ما عندهم المقدرة لوضع السياسة ، و التخطيط ، و لذلك أضاف ليهم (والمثقفين الوطنيين) فكأنه قال: الحكومة حقها تكون أداة في يد (العمال ، و المزارعين و المثقفين الوطنيين) ، بمعنى الحزب الشيوعي .. فالحزب الشيوعي يمكن أن تطلق عليه مثلا ً (المثفقين الوطنيين) ، لأن الحزب الشيوعي ما بيأخذ عامة الناس فأنت قد تكون روسياً ، لكن مطلوب منك مستوى معين لتكون في الحزب الشيوعي .. يمكنك أن تعرف أن سكان روسيا أكثر من مائتي مليون ، ولكن الحزب الشيوعي عشرة ملايين فقط .. ديل في القمة .. و هذه القمة تمشي في القلة لغاية قمة الهرم ، بالصورة البيكون فوق ، في قمة الهرم ، السكرتير العام للحزب .. من هناك التخطيطات بتنزل ، و الطبقات الأخرى بتنفذ ..