لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

مهزلة محكمة الردة مكيدة سياسية

ردود الفعل؟!:


لم يقابل الجمهور هذا الحكم إلا بمزيد من الحماس ومن الاقبال على الجمهوريين بل ان الجمهوريين كانوا أثناء انعقاد تلك (المهزلة) وبعيد إنتهاء جلستها في مباني المحكمة وحولها يوزعون كتبهم مرفوعي الرأس وهم موقنون بحقهم ، مطمئنون لدينهم ..
وقد استغلوا تلك المناسبة لتصعيد نشاطهم لنشر التوعية الدينية والسياسية فأصدروا المنشورات واقاموا المحاضرات العديدة ونشروا المقالات والكتب .. لم يخسروا شيئاً وكسبوا كل شيء!! ومن أول منشور أصدرناه عن مهزلة محكمة الردة نقتطف هذه الفقرات: (لقد كنت أول وأصلب من قاوم الإرهاب الاستعماري في هذه البلاد .. وقد فعلت ذلك حين كان القضاة الشرعيون يلعقون جزم الإنجليز وحين كانوا في المناسبات التي يزهو فيها الاستعماريون يشاركونهم زهوهم ويتزينون لهم بالجبب المقصبة المزركشة التي أسماها لهم الاستعمار (كسوة الشرف) وتوهموها هم كذلك فرفلوا فيها واختالوا بها وما علموا أنها كسوة عدم الشرف ولكن هل ينتظر منهم أن يعلموا؟ سنحاول تعليمهم .. والأيام بيننا .. اما امركم لي بالتوبة عن جميع أقوالي فإنكم أذل وأخس من أن تطمعوا في .. وأما إعلانكم ردتي عن الإسلام فما اعلنتم به غير جهلكم الشنيع بالإسلام وسيرى الشعب ذلك مفصلاً في حينه .. هل تريدون الحق ايها القضاة الشرعيون؟ انكم اخر من يتحدث عن الإسلام فقد افنيتم شبابكم في التمسح بأعتاب السلطة من الحكام الانجليز والحكام العسكريين ، فأريحوا الإسلام ، وأريحوا الناس من هذه الغثاثة) انتهى. السودان الجديد 20/11/1968.