لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

خروج الفقه عن الديـن

من هم ((رجال الدين)) و((العلماء))؟!


إن من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم ((بالعلماء)) و((برجال الدين)) ليسوا من الدين في شيء، وكل صلتهم بالدين هي حفظ، ونقل، هذه التخريجات الغريبة، وأخذ الشهادات في استيعابها، ومع كل ذلك يتيهون على خلق الله، ويتميزون بزى خاص، يرفلون فيه، ويستنكفون أن تشبه بهم أحد السذج فتزىّ بزيّهم العظيم!! وهم يمارسون هذا "النقل المتخلف" ويلوكون القضايا الفقهية، ويجترونها، حتى أفقدوها حرارة التدين.. هم قد بعدوا عن القرآن، وعن السنة، وعن روح العصر، وعن روح الانسانية.. ولكنهم لم يكتفوا بكل هذه السوءات وانما تصدوا لارهاب العقلاء، والأذكياء، لاجبارهم على التزام واحترام هذه الأخلاط باعتبار أنها الدين، فأخذوا يتهمون بالكفر، وبالزندقة، وبالمروق، كل من تجاوزهم ليفهم من الكتاب، والسنة، مباشرة، ما يحل به مشاكل وقته، ويلبى طاقاته، وحاجاته..
ولما كانت الدول العلمانية تنخدع فيهم فتخدع بهم الشعوب، فقد أصبحوا، وهم على تلك الحالة، هم الناطقين الرسميين باسم الدين في المؤسسات السلفية الرسمية.. وهذا الوضع الرسمي أعطاهم، من النفوذ، ومن الامكانيات الحديثة، ما مكنهم من نشر الجهل، والتخلف، باسم الإسلام.. وهم، اذ يقومون بدور الصديق الجاهل هذا، فقد أصبحوا أكبر عقبة أمام عودة الإسلام.. كما أصبح ((الفقه)) بديلا عن الدين، مما جعل تصحيح هذا الوضع المزرى برمته هو أوجب الواجبات الدينية العاجلة..