لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

خروج الفقه عن الديـن

تحريم الربا في كتاب الله


فأول ما نزل، في الربا، في سورة الروم، قوله تعالى: ((وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا، لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ، فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ.. وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فأولئك هُمُ الْمُضْعِفُونَ)) وبهذه الآية تهيأت النفوس، وأصبحت مستعدة لقبول أى تشريع بالتحريم.. ثم عزز القرآن ذلك فذكرهم بما حاق باليهود، حين أكلوا الربا، فقال تعالى في سورة النساء: ((فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ، وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ كَثِيرًا، وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا، وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ، وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ.. وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)).. وبهذه الآية بغضهم الله في الربا.. وذكرهم بأن اليهود كانوا منهيين عنه ليصبحوا أكثر استعدادا لأي تشريع قد يفرض عليهم، وقد جاء التحريم بالفعل فبدأهم بالمضاعف منه لفظاعته، فقد جاء في سورة آل عمران: ((يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة، واتقوا الله، لعلكم تفلحون)).. ثم توج القرآن، بآيات البقرة تحريم ما بقي من الربا، غير المضاعف، فأصبح بذلك كثير الربا، وقليله، حراما.. وقد جاءت الآيات بالتشديد، والتغليظ، في حرمته، والآيات هي: ((الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا.. وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ، وَحَرَّمَ الرِّبَا.. فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ، فَلَهُ مَا سَلَفَ، وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ.. وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا، وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ.. وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ، وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ، وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ، وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ، لَهُمْ أَجْرُهُمْ، عِندَ رَبِّهِمْ، وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ، وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا، إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ، وَرَسُولِهِ، وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ.. لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ * وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ.. وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ، إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)).. قوله تعالى: ((وان تبتم فلكم رؤوس أموالكم.. لا تظلمون ولا تظلمون)) يعنى: ان لكم رؤوس أموالكم، كما هي، وأن أي فائدة زيادة على رأس المال تعد ربا، كما وضح القرآن..

تحريم الربا بالحديث والتشديد فيه


روى عن ابن عباس: ان آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ، وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا، إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ، وَرَسُولِهِ، وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ.. لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)).. وهذه آخر آية نزلت على النبي في الربا.. ومما روى عن الربا ما رواه ابو هريرة اذ قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذهب بالذهب، وزنا بوزن، مثلا بمثل.. والفضة بالفضة، وزنا بوزن، مثلا بمثل، فمن زاد، أو استزاد، فهو ربا)) رواه مسلم..
وروى عن أبى هريرة عن رسول الله أنه قال: ((الربا سبعون جزءا أيسرها أن ينكح الرجل أمه))