إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الطـلاق
ليس أصلاً في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن آياته، أن خلق لكم من أنفسكم، أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة.. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
صدق الله العظيم



مقدمة


دا واحد من سلسلة منشوراتنا اللي بنصدرها بمناسبة ((عام المرأة العالمي)).. ونحن في العام دا محاولين نبرز كل مشاكل المرأة – نبرزها بصورة واضحة، ونجسّدها، لكل الناس البتهمهم قضايا أسرهم ومجتمعهم.. ومنشورنا دا هو المنشور الرابع عشر.. حيتناول مشكلة تهم كل أسرة، ولو ما مست أي أسرة.. هي بتهدد استقرار الأسر كلها.. وهي مشكلة ((الطلاق)).. والكلام عنه، وعن مساويه، والمآسي البتركها على كتير من الناس، حيكون مفصل في متن المنشور..

الطلاق واستقرار المجتمع


المعروف إنو المجتمع نواته الأسرة.. والمرأة هي نواة الأسرة.. أو المركزية البتقوم عليها الأسرة.. فكل مشاكل المرأة بتنعكس على الأسرة.. وبالتالي على المجتمع.. وأكبر مشاكل المرأة، في بيتها، هي مشكلة الطلاق.. فهي، حتى إذا ما دخلت في مشاكله مباشرة، هي برضها مهددة بيهو، في أي لحظة.. عشان كدا تلقى النساء دايماً خايفات، ونفسياً ما مرتاحات.. ودا بظهر في تصرفاتهن، وفي تربية أطفالهن.. ومن مجرد وجود الخوف دا الانقسام في الأسرة يظهر.. لأنو دايماً شبح الطلاق أمامهن.. ومؤكد، الأسر المنقسمة ما بتكوِّن مجتمع سليم.. عشان كدا موضوع الطلاق حقو يُعالَج من أصوله..

الطلاق في الشريعة السلفية


أصلو مشكلة الطلاق دي نشأت من إنو بقى حق في يد الرجل، يستعمله زي ما عايز، ومتين ما عايز.. والحق دا الرجل لقاه من الآية: ((الرجال قوامون على النساء)) فالآية دي خلّت الرجال يكونوا أوصياء على النساء.. وبالتالي كل حقوق النساء بقت في أيديهم هم، ومن ضمنها حقهن في الحرية، زي في مسألة الطلاق.. حق حريتهن بقى في يد الرجال بتصرفوا فيهو على حسب هواهم.. ومن غير أي قيد، أو شرط.. ومن هنا ظهرت مشاكل الطلاق، ومآسيه..

الطلاق ومآسيه


زي ما قلنا: لأنو الطلاق بقى في يد الرجل، وبدون قيد، أو شرط، بقى في استهتار كتير في استعمالو.. الليلة تلقى كثير من النساء اتزوجن، وقضَن معظم عمرهن مع رجال، وانجبن الأطفال، بعد شوية تلقى الواحدة مطلقة، وقد تعرف السبب الطلقوها بيهو، وقد لا تعرف أي سبب، وهي تقوم تمشي لبيت أهلها.. وجايز يكون معاها عدد من الأطفال.. وقد تستطيع أسرتها إعاشتها، وإعاشة أطفالها، وقد لا تستطيع، فتضطر تمشي للمحاكم، ومجرجرة أطفالها معاها، من أجل النفقة.. ومعروفة قضايانا في المحاكم الشرعية كيف؟؟ تؤجل لشهور، وشهور، وأحياناً سـنين.. لذلك تضطر المرأة تمشي لتعمل عشان تكسب ما يعيش أطفالها، وتتحمل المسئولية وحدها.. أما الزوج كأنو الأمر ما بهمو، ويمشي يعيش حياته العايزها.. والفرصة أمامه واسـعة.. وممكن يتزوج مرة تانية.. أما هي فالفرصة ضاقت أمامها.. وأحياناً تلقى يتزوجوهن، وفي زمن قصير جداً يطلقوهن.. وجايز يكون ما عندها أطفال، لكن برضو حتلقى نفسها فجأة بقت مطلقة.. ومعروفة عندنا نظرة المجتمع للمطلقة.. نظرة غريبة، وفيها كتير من الشك.. وزواجها تاني قد يكون صـعب.. فاستعمال ((الطلاق)) بالصورة دي يسـبب مآسي كتيرة.. أيضاً الإصرار على عدم استعماله، أحياناً يسبب مشكلة، زي مشاكل التعليق، مثلاً، زي بيت الطاعة..