إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الطـلاق
ليس أصلاً في الإسلام

بيت الطاعة.. المأساة!!


بيت الطاعة هو برضو من المآسي البسببها سوء استعمال ((الطلاق)).. يعني، أحياناً، الرجل يصر ما يطلق زوجته، حتى ولو كانت له كارهة.. ومن هنا تنشأ مشاكل التعليق.. قد تمشي المرأة للمحكمة تطلب الطلاق.. ويمشي زوجها يرفع قضية طاعة.. ولأن الطلاق في يده هو، وكمان في الشريعة عليها هي طاعته، فتقوم تحكم المحكمة على الزوجة تطالبها بالطاعة.. وبيت الطاعة برضو مستمد من آية القوامة الفيها ((واللاتي تخافون نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، وأضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا)).. ((فإن أطعنكم)) دي، هي اللي جاء منها ((بيت الطاعة)).. والناس الليلة بفتكروا ((بيت الطاعة)) ملغي لكن الحاصل تنفيذه بالبوليس هو البقى ملغي.. أما الحكم بيهو موجود.. كمان الصورة بقت أسوأ من زمان.. لأنو بقى، بعد الحكم على المرأة بالطاعة، إذا ما نفذت الحكم دا، البوليس ما يجبرها على تنفيذه، لكن النفقة تسقط منها، وتعتبر ناشز، ولا يمكن تطليقها، وقد تقعد معلقة ولو مدى الحياة.. زمان كان أخف من هسع، لأنو بعد البوليس يجبرها على التنفيذ يمكن تكون كرامتها محفوظه أكتر من لو إضطرتها الحاجة للرجوع إلى زوجها.. ومؤكد دي صورة ما كريمة للمرأة.. فهي، لا هي بالزوجة، ولا هي بالمطلقة.. وكمان لو نفذت حكم الطاعة، برضو وضع ما كريم ليها.. كأنها رايحة تعيش مع زول رغم أنفها.. فمؤكد ((بيت الطاعة)) هو أبشع صور إذلال المرأة.. وأمثلة مآسي ((بيت الطاعة)) كتيرة جداً، في محاكمنا الشرعية.. ويكفينا مثال واحد لمثل هذا العمل الشنيع ألا وهو مأساة الفتاة السودانية التي نشرت مأساتها بجريدة ((الصحافة)) تحت عنوان: ((فاتن ضحية بيت الطاعة)).. ونحنا أوردنا عن المأسـاة دي بتفصيل في منشـورنا: ((بيت الطاعة، المشكلة والحل)).. وعلى أي حال يكفينا هنا أن نقول أن ((فاتن)) دي محكوم عليها بالطاعة، وهي معلقة، ولها خمس سنوات.. فيا ترى إلى متى ستظل كذلك؟؟ وإلى متى سيقف النساء مكتوفات الأيدي؟؟ ومثل هذا العمل، الغير إنسـاني، يجري اليوم في محاكمنا الشرعية.. وفي أواخر القرن العشـرين.. حقو النساء أصلو ما يقعدن عن مناهضة مثل هذه القوانين الجافة، السقيمة، وهن كلهن مهددات بيها، وفي أي لحظة..
وزي ما قلنا قبيل السبب في المآسي دي كلها هو إنو ((الطلاق)) في يد الرجال، يستعملوه زي ما عايزين.. ومن كل الكلام القلناهو يظهر لينا إنو الطلاق يواجه النساء بمشاكله في حالتين: إما يطلقوهن من غير سبب.. أو ما يطلقوهن، ويعلقوهن وهن عايزات ((الطلاق)).. فالمشكلة قايمة في الحالتين..