لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

ماذا بعد التهافت؟

وأخيرا.. كاد المريب أن يقول خذوني!!


وفى ختام هذا البيان وبكلمات مرتجفة قال "العلماء":
فيجب على إخواننا الأئمة والوعاظ بيان الواجب العيني والكفائي للجمهور وليس هذا تحريضا كما يقول الجهال بأحكام الشريعة بل هو البيان لأحكامها الذي أقسم الله تعالى بذاته العلية في الآية المتقدمة ان البيان لا بد منه وعن أبى هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من النار يوم القيامة))

وهكذا وبعد أن شعر "العلماء" بالإجراءات القانونية التي بدأت تتخذ ضدهم ارادوا ان يوهموا الأئمة والوعاظ ان التحريض على قتل الجمهوريين ليس جريمة وانما هو بيان لأمر الشريعة وما علموا ان التحريض الذي يقومون به هو أردأ أنواع التحريض، اذ انهم باسم الدين يحاولون الزج بالسّذج في مخالفات صريحة للقانون، ثم هم يريدون، في مكر ضعيف، ان يتهرّبوا من مسئولية هذا العمل الأخرّق..
ونحن لا نحب ان نعّلق على ما أوردوه من حديث ابى هريرة فقد رأينا قبل قليل كيف يكتمون العلم!! بل كيف يقولون بغير العلم!!