لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

أناشيد في طريق الرجعى

قصائد
للشريف محمد أحمد البيتى



القصيدة الاولى

فنى الوهم



فنى الوهم وزالَ * لم يكن الا ّضلالا
ليس للفاني وجود * إنما كان خيالا

يا أنا يا وهم يا من * كان لولاه محالا
وجهك الفاني ويبقى * وجهه الحق تعالى

عشيت عينك قد * قد عاينت يا مفتون آلا
مقتضى الحق فناء * الخلق حالا ومآلا

إنه المشهود من قد * ملأ العين جمالا
كوننا لمعة برق * من حمى الغيب تلالا

وحروفا قد قرأناها * جمالا وجلالا
وكتابا قد شهدناه * صفات وفعالا

وعرفناه وجودا * ليس يفنى وكمالا
أزليا سرمديا * عن حدوث يتعالى

أيها الساري رويدا * لا تقل ليلي طالا
طلع الفجر فعرس * ان صبغ الليل حالا

هذه شمسك عند * الأفق تعلو فتعالَ
والضحى قارب فاقرأه * تجد فيه مثالا

ونهار الفتح ان * جلّ ضياها فاستحال
ليلك الداجى نهارا * والسوى بان وزال

وتوحدت به ذاتا * ووصفا وفعالا
فابق بالله فإن قلت * فما قد قلت قال
طلع الفجر به فانعم * فقد أوتيت بالا