إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

بنك فيصل الإسلامي!؟

البنك الإسلامي ومال الزكاة


جاء عن أمر الزكاة في كتاب اخرجه بنك فيصل الإسلامي السودانى، بعنوان "دليل الزكاة"، صفحة (8): (يتقبّل البنك زكاة الذهب، والفضة، وزكاة النقود والاوراق المالية من المزكّين الذين يقدمونها للبنك لصرفها في مصارفها الشرعية. أمّا عملاء البنك المودعين في الادخار والحسابات الجارية، فيقومون بكتابة تفويض للبنك ليكون عنهم في اخراج الزكاة. وجدير بالذكر انّ البنك يؤدى الزكاة عن امواله وأرباحه، المحققة من عملياته واستثماراته سنويا) انتهى.. ومعلوم انّ الزكاة، في الشريعة الإسلامية، عمل تعبدي وهى لهذا كغيرها من سائر الاعمال الدينية، انّما تتحقق بركتها بأن يشعر صاحبها بأنه يؤديها عن نفسه.. فحين يخرج ماله، تعتمل في صدره لحظة إخراجها مشاعر التعاطف مع المحتاجين وقوى مقاومة الشح الذي جبلت عليه الأنفس. فاذا خصمت الزكاة من حسابه في البنك دون ان يعرفها او يشعر بها فإن قدرا كبيرا من روح التربية، قد فات عليه، وهو ما من أجله شرعت شريعة الزكاة في المقام الاول.
ثم كيف ينوب البنك عن حاكم المسلمين فيفوض في اخراج الزكاة عن الناس؟! وهل يضمن العملاء لدى بنك فيصل الإسلامي أن البنك يصرف هذه الأموال في وقتها، وللمحتاجين إليها، ولا يشغلها في مصلحة من مصالحه؟! إقرأوا ماجاء في مداولات الجمعية العمومية لبنك فيصل الإسلامي المصري (وقال بعض الأعضاء أن هناك تراخيا في توزيع الزكاة لمستحقيها.. اذ بلغ رصيد الزكاة المرحل من العام الماضي كما قال الدكتور عبد المنعم الجمّال حوالي 130 ألف جنيه، كان ينبغى. إنفاقها في النواحي الشرعية، ولكنها جمدت ولم تنفق برغم حاجة المجتمع اليها.. وذلك في الوقت الذي بلغ إجمالي المصاريف الإدارية (8364) جنيها في حين أن إنفاق الزكاة لايحتاج الى انفاق هذه المبالغ على المصاريف الإدارية.. وقال البنك في رده، (ان مبلغ 8364 جنيها هو نصيب العاملين شرعا في صندوق الزكاة) انتهى..
هكذا فإن بنك فيصل الإسلامي لم يكتف بتغيير وقت الزكاة، وحرمان المحتاجين اليها في ذلك العام، بل صرف منها على موظفيه بحجة أنهم من (العاملين عليها) فأين الإسلام في كل هذه الممارسات العجيبة؟!

مال الزكاة وديون الغارمين


وحتى حين يلتزم البنك بانفاق الزكاة في مصارفها المشروعة فإنه يدخل نفسه، في مستحقي الزكاة!! جاء في الحوار الذي أعقب محاضرة (تجربة البنوك الإسلامية) التي قدمها السيد نائب مدير بنك فيصل الإسلامي السوداني ما يأتى:-
(المحاضر: تخصم نسبة من القرض الحسن (1%) مثلا فتوضع في صندوق خاص، فإذا حدث أن توفى المقترض أو هاجر أوما الى ذلك ولم يسدد إعتبروا الدين هالكا وتم السداد من الصندوق وهذا يعنى أنه صندوق تحوطي والتسديد (provision) هنا عما يجري في بنك فيصل
سؤال: هل بمكن سداد هذه الديون من الزكاة؟
المحاضر: ان أحد مصارف الزكاة هو سداد ديون الغارمين)انتهى
ان بنك فيصل الإسلامي السوداني كما يرى السيد نائب المدير يمكنه أن يسدد لنفسه بنفسه، ومن أموال عملائه، المودعة عنده تحت بند الزكاة، المبالغ التي أقرضها لأشخاص لم يسددوها، بحجة أن أموال الزكاة تصرف في سداد ديون الغارمين!!