(طبقة المزارعين عامة ومزارعو الجزيرة خاصة، هم عتاد البلاد، ودعامة نهضتها، وسند استقلالها، وحريتها، فإن جاز لحكومة استعمارية وشركة أجنبية أن تستغلا طيبة نفوسهم، وجميل صبرهم على مكاره الاستغلال، وعوارض الجوع، وآلام المرضى فلا يمكن أن نتخاذل عن نصرتهم، وعلينا أن نأخذ بأيديهم مهما كلفنا ذلك من مشقة وتعب، وما ذلك إلا لأن في دفاعنا عن المزارع دفاعا عن القضية العامة، و عناية بمستقبل بلادنا..)..
(أيها السودانيون: قولوا معنا يجب أن تصرف للمزارعين أموالهم، وترفع ظلامتهم، ونحن نعلم رغم البيانات الرسمية أنهم بؤساء يشكون الجوع وأنهم سقماء يشكون المرض)..
(ما زلنا نقول بأن مال الاحتياطي، حق للمزارعين مغتصب منهم يجب أن يرد إليهم، على أننا لا نعتقد أن مشكلة هذا المال هي أهم ما في قضية هؤلاء المزارعين، فإن لهم قضية كبرى تقوم برهانا قاطعا ودليلا واضحا على فشل الحكم الثنائي، وفداحة الاستغلال الاستعماري.. فمزارع الجزيرة: هذا الرجل الكادح الذي يعمل ليل نهار، ويصطلي بنار الشمس المحرقة طيلة هذه الساعات، من يصدق أنه يمر عليه اليوم من الأيام، ولا يجد فيه الطعام، وتمر أيام بل شهور لا يجد فيها الغطاء و الكساء!! من يصدق أن معيشته منخفضة انخفاضا يذري بكرامة السودان، ويحط بقيمة الإنسان إلى درك الحيوان!؟ هذا المزارع هو الذي يفلح الأرض، ويزرعها، ويسهر عليها، ويرعاها وهو الذي يحصدها عندما تؤتي أكلها و لكنه و ياللأسف – لا يجد من أكلها ما يقيم به أوده و يسد به رمقه.. فغيره: الشركة الزراعية، والحكومة الاستعمارية، والمتاجر البريطانية، هم اللذين ينعمون بثمارها، ويملأون الخزائن من أرباحها.. أما هو فحساباته مغطاة عليه، وأرباحه محدودة بنسبة مئويه ضئيلة لا تتفق ومجهوده الذي يقوم به، ولا تكفي لأدنى ما يتطلبه الإنسان من مأكل و مشرب و ملبس..)..
(أيها السودانيون: إننا نهيب بكم أن تناصروا مزارعي الجزيرة فتنصروهم على أعداء الله والوطن والإنسانية.. أيها المزارعون:وحدوا كلمتكم، واعرفوا حقكم، ولا تتنازعوا على مطالبكم، فإننا معكم و الله معنا، ولنا أعمالنا، وسينصرنا على القوم الكافرين)..
1/ أن تصرف لنا حقوقنا في المال الاحتياطي لأن الموقف صعب، ولقد بلغ منا التعب، وضيق العيش، وضيق ذات اليد مبلغا، ولا ننتظر سنة أسوأ من هذه السنة، ولا حاجة أمس من هذه الحاجة.. إن السبب الذي برر للحكومة ان تصرف من مال الاحتياطي على الترفيه، هذا السبب نفسه نعتمد عليه في مطالبنا، ولكن لا للترفيه بل لإزالة الضرورة..
2/ نطالب بتعديل نصيب المزارع، ورفع حصته من40% ألى ما لا يقل عن 50% سواء هذه الزيادة كانت على حساب الشركة، أو من نصيب الحكومة..
3/ نطالب الشركة بأن تقدم للمزارعين في نهاية كل موسم حسابات واضحة ليعرفوا موقفهم من قطنهم، إذ لا شك أن المزارع طرف من أطراف العقد..
4/ نطالب الشركة أوالحكومة أن تأخذ نصيبها من مصاريف الحواشة جميعها..
5/ أن يكون للمزارع الحق في أن ينتدب من ينوب عنه في مراجعة الحسابات..
6/ أن تسمح الحكومة للمزارعين بتشكيل هيئة ينتخبونها في كل عام تكون لسانهم الرسمي، ويسهل عن طريقها الإتصال بالمزارعين وتعرف رغباتهم..
(لا نريد بكتابنا هذا ان نقف موقف المدافع عن الخفاض الفرعوني، ولا نريد ان نتعرض بالتحليل للظروف التي أوحت به لأهل السودان)..
(إن المرأة لبنالها من البغاء من التعذيب النفساني، والجسماني أضعاف ما ينالها من الخفاض الفرعوني، رغم شروره وفساده، وعدم فائدته..)..
(إذا كانت الحكومة ترمي الى محاربة العادات السيئة، فلماذا لم تحرم البغاء المنتشر، ولماذا لم تثر عادة البغاء في البرلمان الانجليزي كما اثارت عادة الخفاض الفرعوني؟
ورد المنشور على الزعم بأن قضية الخفاض انما أثيرت إشفاقاً بالمرأة، ودحض هذه الحجة، فقال: إن أصحاب هذه الحجة لن يجدوا اثراً لمثل هذا الإشفاق في مدى الخمسين عام التي مكثتها حكومة السودان، وتقصيرها ظاهر ملموس في ناحية المرأة التعليمية والاجتماعية والصحية)..
(وأما من الناحية الاجتماعية فلأنها لم تلق بالا لناحية البغاء، الذي تعترف به وتحتجز منه لجيوشها أماكن خاصة.. ولو كانت الحكومة تقصد الى انتشال المرأة لوفرت لها التعليم، ولاختصتها بالعناية الصحية، ولأزالت من طريقها الضرورات التي تلجئها للبغاء!!)..
(لاشك في أن مجرد التفكير في الالتجاء الى القانون، للقضاء على عادة مستأصلة في النفوس، تأصل الخفاض الفرعوني دليل قاطع على أن حكومة السودان، اما أن يكون قد رسخ في ذهنها أننا شعب تستطيع القوة وحدها أن تثنيه عن كل مبدأ، أوعقيدة، أو أن تكون قد أرادت أن تقول للعالم الخارجي إن السودانيين قوم متعنتون، وأن تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لاستئصال عادة الخفاض الفرعوني الهمجية، هو نفس التعنّت الذي وقف في سبيلنا، وشل أيدينا عن استعمال الأراضي الواسعة الخصبة في الجنوب، والأستفادة من مياه الدندر، والرهد، والأتبرا، والتوسع في التعليم.. هذا من ناحية الالتجاء للقانون.. وأما القانون في ذاته فهو قانون أريد به اذلال النفوس، واهدار الكرامة، والترويض على النقائص والمهانة..
قل لي بربك!! أي رجل يرضى بأن يشتهر بالتجسس على عرض جاره؟؟ وأي كريم يرضى أن يكون سببا في ارسال بنات جاره، أو صديقه، أو عشيره للطبيب للكشف عليهن؟؟ عجبا لكم ياواضعي القانون!! أمن العدل، والقانون أن تستذلونا باسم القانون؟؟ أو من الرأفة بالفتاة أن تلقوا بكاسيها في أعماق السجون؟؟)..
(أيها السودانيون: لقد جاء بياننا شارحا ما كان، ومتنبئا بما سيكون، وسوف تقام لنا بعد هذا، مشاريع كثيرة بإسم الإصلاح ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبلة العذاب، قد تجوز فيها الخدعة على الكثيرين.. ولكن الحزب الجمهوري قد قطع على نفسه بأن يكشف القناع عن متشابهها، ويحد من خطورتها، ويعمل لإزالتها، ولن يخشى بعد اليوم غير الله احدا)..
(أيها السودانيون: احذروا، لقد تقبلتم تبرج نسائكم باسم المدنية، ورضيتم بالزنا باسم الحرية، وها أنتم تتقبلون التجسس باسم القانون، وباسم الإشفاق على المرأة والانسانية!!.. بعد هذا الشرح الموثق، هل هناك أي قدر من العذر لمن بظن مجرد الظن أن الجمهوريين، كانوا بموقفهم هذا يدافعون عن الخفاض الفرعوني؟؟ على كل حال سنقدم بحثا مفصلا حول موضوع الخفاض نوضح فيه القول الفصل فيه من الناحية الدينية، ولكننا نقرر في هذه العجالة، وبصورة حاسمة: لا يوجد أي نوع من الخفاض في السنة النبوية، ومن يقول بذلك إنما يفتري على الله وعلى النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
أيها السودانيون: إن قانون الخفاض يأمركم صراحة بالنزول عن صرح رجولتكم،والخروج عن آداب دينكم، وأوامر كتابكم الذي ينهاكم عن التجسس، ويربأ بكم أن تقفوا عند مواقف الخذلان)