إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

تنظيمات الهوس الديني
ونموذج الأخوان المسلمين (٢)

د. أحمد المصطفى دالي


الشيخ محمد ناصر الدين الألباني


وهذا الشيخ يعتبر عند الوهابية من المراجع الأساسية في علم الحديث ويدعوه بعضهم بمحدث العصر وناصر السنة.
"ولد محمد ناصر الدين الألباني عام 1333هـ (1914م ) في أشقودرة العاصمة القديمة لألبانيا، درس والده الشريعة في إسطنبول وعاد إلى بلده وأصبح أحد كبار علماء المذهب الحنفي هناك، لكنه اختلف مع توجهات الملك أحمد زوغو الغربية بعد منعه النساء من ارتداء النقاب، فهاجر هو وأسرته إلى دمشق ومعه ابنه محمد.
أتم خلالها الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق، ونظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، قرر عدم إكمال ابنه الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم والتجويد والنحو والصرف وفقه المذهب الحنفي، واستطاع الألباني ختم حفظ القرآن على يد والده برواية حفص عن عاصم ومن الكتب التي درسها له كتاب مختصر القدوري في فقه الأحناف، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة. كما أخذ الألباني عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنة وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة، وهيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية والاطلاع على العلوم الشرعية من مصادره الأصلية.
طلب إليه حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير المعارف في المملكة العربية السعودية عام 1388 أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك."
وهذا شيخ آخر لم يزد تعليمه النظامي على المدرسة الأولية، (إذ قرر والده عدم إكمال دراستة النظامية)، وطلب إليه، وزير المعارف السعودي، بهذا المؤهل، الذي لم يتعد المدرسة الإبتدائية، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، مما يعطي القارئ فكرة عن عدم إعتبار القائمين على هذه الجامعات للمعايير الأكاديمية المتعارف عليها عالميا، ولمتطلبات الكفاءة ليكون الشخص طالبا في جامعة دع عنك عضوا في هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي والجامعات.
سأكتفي بهذه النماذج من علماء وأساتذه الجامعات السعودية لتبيان مستوى تأهيلهم قبل أن أعرض نموذجا واحدا من خريجي هذه الجامعات من السودانيين لنعطي القارئ فكرة، تكتمل بها عنده الصورة، ليتمكن من الحكم بنفسه على هؤلاء المشايخ وعلى جامعاتهم وعلى خريجيها.
ولكن قبل إيراد نموذج الخريج الذي تخصص في الهجوم على الجمهوريين وأفرد رسالته للدكتوراه لذلك الغرض، دعني أورد رأي سعودي ورد في جريدة الحياة اللندنية في يوم الاحد 19 أكتوبر 2014، كما نشرته أيضاُ جريد "مكة الآن"، وجريدة "الخليج الجديد".
يقول الخبر: "كشفت الهيئة الوطنية للتقويم، (أمينها العام الدكتور عبد الله المسلم) وهي سلطة مسئولة عن شئون الإعتماد الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي فوق الثانوي، أن 3 جامعات حكومية فقط معتمدة أكاديمياً في السعودية"
ويقول:
"كشفت الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، عن أن عدد الجامعات الحكومية التي تمكّنت من الحصول على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي ثلاث فقط، في مقابل خمس جامعات أهلية تمكّنت من الحصول على الاعتماد ذاته، وذلك من أصل 34 جامعة حكومية وأهلية في المملكة".