إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

في ذكرى الأخ عوض الكريم موسى الثانية

د. محمد محمد الأمين عبد الرازق


فبراير - مارس ٢٠٢٢

الحلقة الأولى


تظللنا هذه الأيام الذكرى الثانية لانتقال الأستاذ عوض الكريم موسى وقد انتقل في ٢ مارس ٢٠٢٠م بعد أسبوع من الصراع مع المرض والمعاناة الشديدة كان واضح لكل من شاهدها أن عوض في أخريات أيامه وقد تنقل بين المستشفيات إلى أن غادرنا ليلا في أحدهما..

الأخ عوض قام بدور متفرد إلى جانب الأستاذ محمود في حركة الفكرة فهو الكاتب وحسب تقديرات عصام البوشي أن مساهمة عوض في كتابة الكتب التي صدرت باسم (الأخوان الجمهوريون) لا تقل عن ٧٠ بالمائة!!
أما مساهمته في الإنشاد العرفاني فيكفي تعليق الأستاذ بأننا (حققنا الاكتفاء الذاتي) ثم توجيهه للمنشدين بالتركيز على قصائد عوض للمعاني النبوية التي تحملها..
هذا وقد قال الأستاذ إن قصائد عوض تفوقت على قصائد جميع السادة المتصوفة من حيث المعاني وذلك لأنها قدمت الفكرة بلغة الفن والفكرة جديدة في بعث الإسلام ولم يقل بها أحد قبلا..
كمثال جاء إهداء كتاب الرسالة الثانية هكذا:
(إلى الإنسانية: بشرى وتحية..
بشرى بأن الله ادخر لها من كمال حياة الفكر وحياة الشعور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!!
وتحية للرجل وهو يمتخض اليوم في أحشائها وقد اشتد بها الطلق وتنفس صبح الميلاد)
تناول عوض هذا الإهداء وأخرجه شعرا بمفردات في غاية التجويد، فكأنه تولى صياغة الفكرة فنيا مع سبق الإصرار والترقب..
هذه الأبيات من قصيدة (العذراء) صياغة معبرة عن هذا الإهداء فلنستمع إليها بحضور:

هذه العذراء حبلى باشتداد الطلق تبلي
الثرى يغدو ثريا والذرى تمتد نخلا
ثلث ليل من مخاض فجر ميلاد تدلى
لا تخافي بعد وهنا إن وهن الحمل ولي
لا تخافي سوف يأتي مالئا مثواك عدلا
مشرقا بالأمن وجها ماحقا بالحب غلا