لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

المدنية الغربية الآلية الحاضرة وصلت للطريق المسدود

د. أحمد مصطفى دالي


١٦ مايو ٢٠٢٤

النظام الرأسمالي يحمل بذرة فنائه في داخله:


لقد انهار النظام الشرقي المدعي الاشتراكية، وسينهار النظام الرأسمالي لأنه كما قيل قد وصل إلى نهاية تطوره.. لقد خدم النظام الرأسمالي المرحلة في تطوير وسائل الإنتاج والتوزيع وهي مقدمات ضرورية للنظام الاشتراكي.
وكما هو معلوم فإن النظام الرأسمالي يقوم على حافز الربح. وبما أن شهوة الربح والطمع ليس لهما حدود فقد ساقتا إلى تصدير المصانع وادوات الإنتاج خارج الموطن الأصلي للنظام الرأسمالي في أمريكا وأروبا الغربية إلى حيث العمالة الرخيصة والمادة الخام الرخيصة. صدرت الرأسمالية الغربية المصانع والمعامل والخدمات للصين والهند وكوريا الجنوبية وفيتنام وتايوان والمكسيك وغيرها.
أدت هذه الهجرة لراس المال والتكنولوجيا الغربية إلى خلق طبقة وسطى في تلك البلدان التي تمت إليها الهجرة مما أشعل المنافسة على المواد الخام وعلى أسواق بيع المنتجات. فأصبحت تجد السيارات الكورية (مثال هونداي وكيا) والسيارات الصينية جنبا إلى جنب مع اليابانية والأمريكية والأوربية. واصبحت أيضا تجد الشركات الصينية والهندية تنقب عن البترول والمعادن في أفريقيا بكفاءة نافست فيها الشركات الغربية.
ولقد قادت تلك المنافسة وزيادة الاستهلاك في قارة آسيا إلى ارتفاع أسعار المواد الخام في العالم بأسره مما أثر على المستهلك الغربي في أوربا وأمريكا، والذي تأثر قبلا بفقدان وظيفته المجزية لنظيره في إحدى الدول الأسيوية سالفة الذكر، تماما كما فقد وظيفته وسيفقدها غدا للاوتميشن وللذكاء الاصطناعي.