المدنية الغربية الآلية الحاضرة وصلت للطريق المسدود

بعض سوءات النظام الرأسمالي المؤدية إلى نهايته:

من سوءات النظام الرأسمالي بالإضافة إلى السعي للربح بكل سبيل، تراكم الثروة في يد القلة القليلة. فلقد أوضح تقرير صدر عن منظمة أوكسفام الإنجليزية أن أغنى 1% من سكان الكوكب يمتلكون ما يعادل ثروة نصف سكان الكوكب (أي ما يقارب 4 مليار نسمة). وهو نظام يصبح فيه الأغنياء أكثر غنى كل يوم والفقراء أكثر فقرأ. وتتفاوت فيه الفروق بين الدخول الدنيا والدخول العليا بصور غير مسبوقة إذ بلغ راتب المدير التنفيذي لشركة CVS الأمريكية للأدوية، على سبيل المثال، في عام 2021 (458) ضعف الموظف العادي الذي قدر دخله السنوي ب 45000 دولارا أمريكيا تقريبا. ولقد شملت الأرقام المنشورة لأكبر 500 شركة مدرجة في البورصات الأمريكية (ستاندرد آند بور) أن نسبة مرتب المدير التنفيذي إلى العامل في هذه الشركات 324 إلى 1.
ومن سوءات النظام الرأسمالي أن السلاح فيه أصبح سلعة يروج لها وتقام لها المعارض. وتجار السلاح وصناعه يسعون دائما لبيع المزيد منه. ولا يحتاج الناس للمزيد من السلاح إلا إذا اندلعت بينهم الحروب فيستهلك السلاح ويسعى المتقاتلون لاستحواذ المزيد منه.

والمتابع للحرب الروسية الأوكرانية يمكن أن يلحظ السخاء الذي تصرف به أوروبا الغربية والولايات المتحدة على تلك الحرب. ولقد قدرت المساعدات الأمريكية لأكرانيا حتى الآن ب 105 بليون دولار امريكي كما قدرت المساعدات الأوربية ب 53 بليون دولار أمريكي. هذا وقد قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة البناء لما دمرته الحرب في أكرانيا ب 486 بليون دولار أمريكي وذلك في ديسمبر 2023 والحرب لم تتوقف بعد وليس في الأفق ما يشير إلى نهايتها.
ولقد دخل العالم أخيرا مرحلة تشبه الحرب الباردة في سباق التسلح الذي تلى الحرب العالمية الثانية فصار يصرف على السلاح والحروب أضعاف ما يصرف على السلام والغذاء والصحة والتعليم. ولقد بلغت مبيعات السلاح في عام 2023 (2.5 تريليون دولار أمريكي) حسب معهد إستكهولم الدولي لأبحاث السلام.