إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
تعقيب على مقال د. غازي العتباني مستشار السلام في حكومة الانقاذ
الحكومة هي المسؤول الوحيد عن فشل محادثات السلام !!
د. عمر القراي
٢١ يوليو ٢٠٠٣
مستشار السلام متعصب وعنصري!!
ومما يدل على مبلغ ما ينطوي عليه د. غازي من التعصب، والحقد على غير المسلمين، قوله عن اتفاق المؤتمر الشعبي الذي يقوده د. الترابي والحركة الشعبية التي يقودها د. قرنق حول قومية العاصمة (اول شيء من ذلك هو النظرة الحقيقية التي ترى بها الحركة الشعبية المؤتمر الشعبي. فرغم يقيني بان بعض قيادات المؤتمر الشعبي ينظرون الى تلك العلاقة نظرة استراتيجية بكل تبعاتها لكنني اعلم كذلك بالمقابل ان العلاقة بالنسبة للحركة الشعبية لا تعدو كونها صفقة تجارية أخرى تختطف ولا يهم شخص البائع أو صفاته تماماً كما تبتاع سيارة أو بيتاً ولا يهمك شكل البائع أو ميوله أو خلقه. وهذا ان جاز في عالم التجارة اليومية فانه لا يجوز حينما يتعلق الامر بدنيا السياسة خاصة عندما تزدحم بالدعاوى الاخلاقية العريضة)[19]
إن السؤال الذي يواجه د. غازي هو: ما الذي يجعل الاتفاق من وجهة نظر المؤتمر الشعبي استراتيجيا ويجعله من وجهه نظر الحركة الشعبية مجرد صفقة تجارية خالية من الأخلاق؟! ألان د. غازي أقرب الى جماعة الترابي ويثق فيهم لأنهم مسلمين وكانوا رفاقه في تنظيم الجبهة؟! وما دامت الحركة الشعبية لا مبادئ لها ولا اخلاق فلماذا اتفق معها على القدر الذي تم في مختلف المحادثات؟!
ورغم ان د. غازي العتباني هو مستشار السلام وهو الذي يقود التفاوض ويسعى للمصالحة مع د. قرنق الا انه لا يرى في قرنق الا عدواً للمسلمين فيقول (خلو زعيم الحركة من مشاعر الغضب أو الدهشة ناشئ من ان نظرته للإعلان أصلاً لم تتجاوز الانتهازية السياسية طلباً لتسجيل نقطة على الحكومة واحراجها في المفاوضات واحداث مزيد من الانقسام في الصف الإسلامي)[20]!! فما هو هذا الصف الإسلامي؟! الا يعني د. غازي به الحكومة والجماعات الإسلامية التي نددت بإعلان القاهرة والزعيمين الذين وقعا الاعلان ثم المؤتمر الشعبي الذي وقع الاتفاق بعد ذلك؟ وهل قرنق هو الذي قسّم هذا الصف ام "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"؟!
يقول د. غازي (الشيء الثاني الذي أود اجتيازه سريعاً هو تلك الشهادة الطريفة من السيد نيال دينق الموقع الاتفاق نيابة عن الحركة الشعبية على ان الحكومة تقدم نموذجاً سيئاً للإسلام الحقيقي العظيم وأنها ستسبب في تقسيم السودان بعد ان تسببت في تقسيم الحركة الإسلامية. ووجه الطرافة لا يخفى لان موقع السيد نيال دينق ليس خارج الملة الإسلامية فحسب كما انه لم يكن ابداً عضواً في الحركة الإسلامية لكنه فوق هذا وذاك لم ترصد له أو للحركة التي ينتمي اليها أي اقوال سابقة تشير بأي عاطفة تجاه الإسلام أو الحركة الإسلامية)!![21]
فهل من الضروري ان يكون نيال دينق مسلم، أو عضو سابق في الحركة الإسلامية، حتى ينقدها ويبرئ الإسلام من سوءاتها؟! وحين اباح د. غازي لنفسه نقد تنظيم الحركة الشعبية فقال (وتنظيم الحركة لا يزال عسكرياً العلاقات فيه تراتيبية رأسية صارمة وهي تعاني من مشكلات حقيقية مع تنظيمات المجتمع المدني التي بدأت تطل برأسها خاصة من مثقفي بحر الغزال ونهج زعيم الحركة لا يختلف كثيراً عن النماذج البائسة السائدة في الساحة الافريقية من تقريب اصحاب الحظوة المطيعين...)[22] هل يرد عليه بانه لم يكن يوماً عضواً في الحركة الشعبية، ولا هو من مثقفي بحر الغزال، ولذلك فان نقده هذا لا يخلو من طرافة؟! أم انه يجوز له ما لا يجوز لنيال دينق لأنه مسلم وعربي، ونيال مسيحي وأفريقي؟! ألم يصف الأفارقة بالنماذج البائسة ونسى بؤس نماذج العرب؟!