لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))
(ورحمتي وسعت كل شئ)، إنما تعني: أن كل مخلوق مرحوم .. وأن كل من دخل النار، بما في ذلك إبليس، لايعذب انتقاما، تعالى الله عن ذلك، وإنما يعذب رحمة، وحكمة .. والحكمة تتجه إلى أن تجعل العذاب فرصة للتعلم .. والعلم، ههنا، هو معرفة الله، ومعرفة الله تطفئ النار الحسية، والنار المعنوية، وتتداعى بصاحبها إلى الجنة .. والخلق، في الخروج من النار، يتفاوتون في الميقات، حتى إذا خرج آخر من يخرج، وهو إبليس، أكلت النار بعضها، وفنيت، وانتهت، وصار الأمر كله إلى الجنة ..
محمود محمد طه
كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري"