إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

اسمهم الوهابية
وليس اسمهم أنصار السنة

وقت التجديد


ونحن الآن في وقت العلم، وقت التجديد والضبط الدقيق، ومن ثم هو وقت السنة الصرفة بعد أن انتهت فترة التجاوز في البدع الحسنة، وبذلك انغلقت الطرق، وجاء وقت لا تسعه الا الطريقة الجامعة، طريقة الطرق – طريق محمد ..، وبذلك صدر بيان الجمهوريين في 25 ذو الحجة سنة 1384 الموافق 27/4/65 (إلى الراغبين في الله، السالكين إليه، من جميع الطرق ومن جميع الملل. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله محمدا داعيا إليه ومرشدا ومسلكا في طريقه. وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلا طريق محمد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم) .. (كتاب طريق محمد- الطبعة الثامنة) ومن أراد المزيد من تفصيل هذا الأمر فعليه الرجوع الي هذا الكتاب ..
والأصل في التوحيد كلمة: (لا اله الا الله)، هو معرفة الله، ولكننا لن نعرف الله ما لم نعرف محمدا صلي الله عليه وسلم، معرفة يقين، بعد التصديق والايمان العام، ولن نسلم لله ما لم نسلم لمحمد صلي الله عليه وسلم: (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، وهو حاضر معنا ولكن نحن الغائبون عنه، لغفلتنا وبعدنا عنه ويكفي انه قال (أنا جليس من صلي عليّ) وهو الذي يتولي ترقيتنا الروحية حين نلتزم منهاجه بوعي ومحبة: (ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) .. وهو يدفع عنا العذاب بمجرد وجوده: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) .. فهو باب الدخول، وذلك هو السر في قرن الشهادة (لا اله الا الله، محمد رسول الله) .. فمن ظن انه موحد لارتباطه الحرفي بالطقوس الدينية، وبدون أن يرتبط بالنبي الكريم في كل كيانه ويقظته ونومه، ويتعلق به، في محبة، واتباع، ليعرف حقيقته، ثم يعرف الله، فانه ليس له من التوحيد، وليس له من الاسلام الا التشدد والعنت وقد يكون مظهره وظاهر مسلكه كأنه متدين ولكنه في حقيقته بعيد كل البعد عن الدين ومطرود من حضرة الله .. و(الوهابية) هم المثل المجسد للبعد عن (السنة) وعن قيمها، بما يكتسبونه من غلظة وجفاء، واضطراب في السلوك، وفي كل ما يتصل بالتعبير عن دعوتهم، ومعارضتهم لخصومهم ..
وفيما يلي من صفحات نقدم صورة قليمة لأحد زعمائهم، كنموذج يؤكد مفارقتهم بصدق "السنة"، وحكمتها، ولين شمائلها ..