لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

اسمهم الوهابية
وليس اسمهم أنصار السنة

الصوفية هم أنصار السنة الحقيقيون


والصوفية، عندما أخذوا بجوهر السنة في الزهد، والتشمير في العبادة، والاخلاص، وظهرت منهم بعض المعارف، فقد كانوا هم (أنصار السنة) الحقيقيين .. وهذا هو منهج السنة، وأساسها .. وان كان هناك غموض في بعض معارفهم أو عباراتهم بحكم الوقت، أو شطحات فانها لا تغير في الأساس شيئا، اذ هم بترقيهم بالعبادة، وتعلمهم بالتقوي كانوا علي جوهر السنة مهما أختلفت حصيلتهم فهم قد تعرفوا علي حقائق الآفاق، وحقائق أنفسهم، وتعرفوا علي الله من ثم معرفة ذوق ويقين، فكانوا الدعاة الحقيقيين في وقت الفترة، وقد خلفوا لنا من لطف الصفات، وشمول المعارف ودقة المعاني وسمو النفوس، ما يخلب الألباب، ويشير الي المستويات الانسانية الراقية التي سيحققها الاسلام في مستقبل حياة الفكر، وحياة الشعور .. وتقابل هذه الصورة العامرة بالمحبة والمعرفة الالهية، صورة جافة وحرفية تعامل العبادات والمفاهيم الاسلامية تعاملا حرفيا جافا لا يوصل الي غاية، ولا يتوخاها، ولا يجدها، فيبدو المنهاج الاسلامي عندهم قيودا ثقيلة، تثمر الضيق، والعنف، والتعصب، والهوس، والانشغال بعداوة الآخرين عن عداوة النفس وتهذيبها، فالملتزمون منهم يجهدون ولا يترقون، ولا ترق لمن طباعهم كجمال العصارة تسير ولا تبرح مكانها ..
وكما قلنا فان الصوفية قد كانوا علي جوهر السنة لأن تدينهم أثمر فيهم ترقيا وأخلاقا وعلما وسعة أفق، ومعرفة وحكمة، وقد خدموا مرحلتهم حتي استنفذوها ..