إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

إصطلحوا مع إسرائيل

منطلق آرائنا السياسية "التوحيد"


هذا ما قاله الأستاذ محمود محمد طه، قبل عشر سنوات، وكنا نرجو أن يتعلّم العرب من الأحداث، وأن يؤوبوا الى الفكر الناضج الذي يغنيهم عن تكرار التجارب. والدعوة الاسلامية الجديدة إذ تظفر بالإستقراء الصحيح، والتحليل الصحيح، والحل الصحيح لهذه المشكلة، ثم تأتى الأحداث لتؤكد صحة ما ذهبت اليه، إنما هي تدل، أدل الدلالات، على أنها إنما تصدر، في آرائها "السياسية"، من المركزية التي تصدر منها في سائر آرائها الأخرى.. وهي مركزية التوحيد.. وهي مركزية طوّعت لهذه الدعوة أن تطّلع على حقائق الأشياء، حين أطّلعت على الحقيقة الإلهية الأزلية، فأستطاعت أن تسلك الأحداث في سلك "التوحيد"، وأن تزنها بميزان "التوحيد" الذي لا يجور، ولا يضل.. فاتسمت نظرتها الى الأحداث بالوضوح، والدقة التي تنفذ الى ما وراء ظواهر الأحداث.. وهذا هو موضوع الحل الآجل الذي نقدمه للعرب اليوم، بما هم ورثة المصحف الشريف، وعترة النبي الكريم، وهو حل يقوم على بعث كلمة التوحيد "لا إله الاّ الله" في حرارة وبساطة نشأتها الأولى حينما صدع بها النبي، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في شعاب مكة، وذلك لتؤدي هذه الكلمة وظيفتها الأساسية في تصفية الفكر من كدورة الأوهام والأباطيل حتى يدخل الفرد البشري عهد نضجه، واستوائه، فيكون سريع التعلم من الأحداث، صحيح الإستقراء والتحليل لها، صحيح التخيّل لعواقبها، صحيح الاستنباط لحلول المشاكل التي تنجم عنها.
ونقدّم في هذا الكتاب حلا عاجلا، جديدا، لمشكلة الشرق الاوسط، يقوم على الخطوط الأساسية التي قام عليها ذلك الحل العاجل الذي قدمنّاه عام 1967.. وهو حل يمكن العرب من الخروج من حلبة الحرب الباردة، الى موضع الإعتدال بين الكتلتين، مضحين، في ذلك، ببعض المكاسب الإقليمية، حتى يتفرّغوا لحل مشكلتهم الأساسية.. وهي بعث الإسلام وإحياء السنة، بفهم جديد، وفي مستوى علمي جديد.. والله تعالى ينذرهم مغبة النصول عن أداء هذه الرسالة المقدّسة بقوله، جل من قائل ((وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم!)) صدق الله العظيم