إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

إصطلحوا مع إسرائيل

الفصل الأول

المفاوضات المباشرة مع إسرائيل
والاعتراف بها من مصلحة العرب




الاتحاد السوفيتي لا يريد تسوية سلمية للمشكلة:


قال الأستاذ محمود محمد طه في كتابه "مشكلة الشرق الاوسط" الذي أصدره في أكتوبر 1967، عقب حرب يونيو 1967:
(لماذا الوساطة؟ لماذا لا نواجه مشاكلنا بشجاعة الرجال؟ فإن الواسطة قد اضرت بنا أبلغ الضرر من قبل، وأظهرتنا بمظهر القصر الذين يتحدث عنهم اوصياء.. وأوصياء مغرضون في ذلك..) وتحدّث الأستاذ محمود عن دور الاتحاد السوفيتي في مشكلة الشرق الاوسط كوسيط يتحدّث باسم العرب فقال: (ان الاتحاد السوفيتي لا يريد لمشكلة الشرق الاوسط ان تسوى!! لماذا؟ لان عدم تسويتها يشيع جو الخوف، والحيرة، والقلق، وهو جو يناسب التخطيط الشيوعي لسوق الشعوب العربية، والحكومات العربية، الى حظيرة الشيوعية، ولان حالة الحرب تزيد من عداوة الشعوب العربية، والحكومات العربية للدول الغربية وبوجه خاص للولايات المتحدة، ولان الحرب تستنزف من طاقة أمريكا، خصوصا اذا ما أضيفت الى الحرب القائمة الآن في فيتنام، والتي لا يريد لها الاتحاد السوفيتي أيضا ان تسوى – ويمكن ان يقال ان الحروب الاقليمية، على مستوى حرب فيتنام، وحرب الشرق الاوسط، تعطي الاتحاد السوفيتي فرصة تجربة أسلحته الجديدة بصورة ملفتة ودعائية) إنتهى..

ليس أمام العرب الاّ الحل السياسي:


وقال الأستاذ محمود محمد طه في كتاب "مشكلة الشرق الاوسط" مؤكدا ضرورة الحل السلمي لهذه المشكلة: (فإذا تفطّن العرب الى حقيقة المشكلة فإنهم لن يتحدثوا الا عن الحل السياسي، وبأي ثمن، ذلك بأن الحل العسكري غير ممكن، على الإطلاق، وذلك لأمر بسيط، وهو ان العرب لا يحاربون دولة اسرائيل، وانما يحاربون، من ورائها، دول أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والمانيا الغربية.. وهم قد التزموا بالمحافظة على حدود دولة اسرائيل، حسب ما يعطيها قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 ـ التزم بذلك، منذ عام 1950، كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، يضاف الى هذا الإلتزام أن المنطقة قد أصبحت منذ تأميم قناة السويس في السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1956 منطقة نزاع بين الشيوعية الدولية، والاستعمار الغربي، كما سبقت الى ذلك الاشارة في هذا السفر. ومن أجل ذلك فلن يسمح الغرب للعرب بالانتصار على دولة اسرائيل، لان هذا الانتصار يمثل عندهم انتصار الشيوعية الدولية عليهم ـ الوضع أصبح يشبه الوضع في فيتنام.
ثم ان الحالة، المتوترة، الحاضرة، ليست في مصلحة أحد غير الاتحاد السوفيتي. وهي حالة كلما طالت وجدت الشيوعية الفرصة لتضليل الشعوب العربية. وذلك عمل يباعد بين هذه الشعوب وبين دينها، وهو، من ثم، يتهددها باخطار أكبر مما تتهددها بها دولة إسرائيل.) إنتهى..

المفاوضات المباشرة والاعتراف بإسرائيل:


وقال الأستاذ محمود محمد طه في كتابه "مشكلة الشرق الاوسط":
(كما قلنا، فإن اعتراف العرب بإسرائيل واقعيا، وعمليا حاصل، وكل المشاريع التي تقدم في المنظمة العالمية الآن ترمي الى تسجيل هذا الاعتراف. لا يختلف في ذلك أصدقاء العرب، أو أصدقاء اسرائيل. ولعل كل ما هناك من اختلاف بين الفريقين هو هل يكون الجلاء قبل تسجيل هذا الاعتراف أم بعده؟؟ وهناك إصرار من اسرائيل على التفاوض المباشر. وأمام هذه الإصرار فإن اسرائيل ستكون مستعدة لتنازل كبير، قد لا يكون ممكنا بغير قوة المساومة التي يحملها هذا الاعتراف من جانب العرب، ومن مصلحة القضية العربية الا تضيع قوة المساومة هذه بتمسك العرب بعدم الاعتراف اللفظي، مع أن الاعتراف عمليا واقع، ومع الزمن، فإن اسرائيل ستحصل على هذا الاعتراف، بدون أن تدفع عليه ثمنا كافيا للعرب.) إنتهى..