لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

لا إله إلا الله

بداية التوحيد توحيد الخوف من الواحد:


قالوا بداية أمر (لا إله إلا الله) أن توحِّد خوفك المتعدد في واحد – توحيد الخوف – فكأن (لا إله إلا الله) في بداية سلوك السالك، في مرتبة وحدة الفاعل، هي أن يوحد خوفه.. فلا يخاف، ولا يرجو، إلا الله.. دي هي، في ذاتها، مرتبة رفيعة موش ساهلة.. لكنها بتعتبر عند السالكين، المجودين بداية.. (رأس الحكمة مخافة الله).. (رأس الحكمة) هنا معناها (بداية الحكمة).. هناك فهم خطأ لهذه العبارة.. بعض الناس يفهم (رأس الحكمة مخافة الله) أن نهاية الحكمة مخافة الله.. لكن الحق غير ذلك.. فإن رأس الحكمة أولها.. كما يمكنك أن تقول: أنا بنتظرك عند رأس الجسر، وأنت تعني طرفه القريب منك.. وهذا المعنى يعطيه التوحيد، من هذه العبارة ويحتمه.. لأن الخوف من الواحد هو بداية مراتب التوحيد في شهود وحدة الفاعل، ووحدة الفاعل تعني ما في خالق لكبير الأشياء، والأفعال ولا صغيرها إلا الله.. والشرك الخفي أصله في هذا المجال.. عندما تفتكر إنك أنت خالق، أو فاعل لشيء.. عندما تفتكر إنك عندك ارادة، والله عنده ارادة.. وإنك تستطيع أن تفعل ما تريد، ولو في الحدود الضيقة جدا، فإن الشرك وقع منك.. في الحقيقة ما في خالق، لكبير الأشياء ولا صغيرها، ولا فاعل لدقيق الأعمال، ولا جليلها، الا الله.. وهنا ربنا يقول لنبيه: (فلم تقتلوهم، ولكن الله قتلهم، وما رميت، إذ رميت، ولكن الله رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا، إن الله سميع عليم) دي من دقائق معاني القرآن.. قال ليهو: (فلم تقتلوهم، ولكن الله قتلهم) ونحن نعرف انو نبينا وأصحابه قتلوا المشركين، لكن الله هو القاتل في الحقيقة وديل قتلوا في الشريعة.. وقال ليه: (وما رميت، إذ رميت، ولكن الله رمى) كأنه رمى في الظاهر، وما رمى في الحقيقة.. (وما رميت، إذ رميت).. هنا وحدة الفاعل بتعتبر المرتبة التي فيها كل مجال التوحيد.. وهي بداية في الحقيقة.. لكن كل مراقي التوحيد تجي فيها، لغاية ما يجي الإنسان من وحدة الفاعل لوحدة الصفة، ثم لوحدة الاسم ثم لوحدة الذات.. عند وحدة الذات تجي مسألة الحجاب، القبيل قلناه ليكم.. حجاب الفكر يرفع هنا..