هذا الكتاب
هذا كتاب عن الكلمة "لا إله إلا الله" و "لا إله إلا الله" آصل أصول الدين.. فما هي بنافلة من القول، ولا هي بترف ذهني، ولا هي مثل أعلى.. وإنما هي حقيقة أولية تعاش.. وخلق بسيط يمارس، في واقع الحياة اليومية.. بدايتها بسيطة، وقريبة، ولكن نهايتها في الإطلاق..
"لا إله إلا الله" هي دستور الفرد.. وهي دستور الجماعة.. وهي منهاج حياة الفرد.. ومنهاج حياة الجماعة.. ولكنها لا تتطلب أن تقال فحسب، وإنما تتطلب أن تعاش.. وهي، من ثم، صفة الموحِّد بكسر الحاء.. هي صفة الإنسان، بأكثر مما هي صفة الله.. ذلك بأن الله غنى عن أن يُوحَّد.. وإنما المحتاج للتوحيد هو الإنسان.. فالإنسان المنتفع من "لا إله إلا الله" هو من استطاع، بفضل الله، ثم بفضل "لا إله إلا الله" أن يحرز الوحدة في بنيته.. وحدة الفكر والقول والعمل.. هو من استطاع أن يفكر كما يريد، وأن يقول كما يفكر، وأن يعمل كما يقول، ثم لا تكون نتيجة عمله إلا خيراً، وبراً، بالأحياء، والأشياء.. وهذا هو الحر، المطلق الحرية.. الحر حرية فردية مطلقة..
ومن أجل إنجاب الفرد الحر، لابد من المجتمع الحر، وهو المجتمع الذي يقوم على الاشتراكية، والديمقراطية، ومحو الفوارق التي تقوم على الملة، أو الطبقة، أو الجنس، من رجل وامرأة..
"لا إله إلا الله" تدعو لتطويع خير ما في التراث البشرى، جميعه، لنبلغ بالمجتمع مبلغ الكفاية، والكفاءة، التي تجعل الفرد الحر ممكنا..
وبهذا المعنى تصبح "لا إله إلا الله" هي الدستور.. هي الدستور الإسلامي الذي يتحدث عنه الناس كثيراً، ولا يهتدون إليه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ