لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

البيان الذى ألقاه رئيس الحزب في الاجتماع العام

البيان الذي ألقاه رئيس الحزب الجمهوري
في الاجتماع العام للحزب (1951م)


الحزب الجمهوري ليس حزبا يقوم على التهريج ، كما هي العادة المألوفة لدى الأحزاب التي نراها ، ونسمع عنها ، وإنما هو دعوة إلى فكرة ، أولا ، وقبل كل شيء ..
والجمهوريون قوم ارتضوا هذه الفكرة ، وارتبطوا بها ، وعملوا على تحقيقها .. وهذه الفكرة تقول بأن الحكومة نظام اجتماعي ، تعاقد الناس للدخول فيه ليتخذوه وسيلة إلي غاية ..هذه الغاية هي الحرية الفردية .. فالحكومة الصالحة هي الحكومة التي تحقق للفرد أكبر قسط من الحرية .. هي الحكومة التي لا تأخذ من حرية الفرد إلا القدر الضروري لحفظ حق سائر المجموعة وبذلك تصبح الفكرة الاجتماعية الصالحة ، التي تقوم عليها الحكومة الصالحة ، هي الفلسفة التي توفق ، توفيقا متكافلا ، بين حق الجماعة في العدل ، وحق الفرد في الحرية المطلقة ، ولا يمكن أن يتمتع الفرد بالحرية إلا إذا تحرر من الجهل .. وللتحرر من الجهل لابد من نظام يكفل للفرد حاجته من الغذاء الصالح ، والسكن الصالح ، واللباس الصالح . أي لابد من المساواة الاقتصادية . ولا تكون المساواة الاقتصادية مؤدية عملها إلا إذا كفلت الحرية الجماعية ، أي الديمقراطية .. والديمقراطية الحقة هي الديمقراطية الشعبية .. ولكي نحقق الديمقراطية الشعبية اتخذنا لأنفسنا اسما يدل على اتجاهنا نعمل تحته هو:-
((الحزب الجمهوري))