لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

هذا هو الشيخ
محمد متولي الشعراوي

الأخوان الجمهوريون

هذا هو الشيخ
محمد متولي الشعراوي



الطبعة الأولى
١١ سبتمبر ١٩٨١ - ١٧ ذو القعدة ١٤٠١



الإهداء:


اما نحن فإننا نهدي هذا الكتاب الى الشيخ شعراوي، وله نقول: ان هذا الكوكب، الذي نعيش عليه اليوم، قد قرّبت وسائل المواصلات الحديثة بين أجزائه، حتى لقد أصبح جميع سكانه جيرانا!! وهم قد القى عليهم واجب هذا الجوار حسن المعاملة!! وأدناها الاحترام المتبادل!!
ان البشرية المعاصرة التي تعيش اليوم على هذا الكوكب تحتاج السلام، فيما بينها، وهي، من ثم، تحتاج الإسلام!! وليس لها الا الإسلام!! وحاجتها تلك اليه انما هي حاجة حياة، أو موت!!
كل داعية الى الإسلام، مأذون له في الدعوة اليوم، انما هو رسول!! والله تعالى يقول: (وما أرسلنا من رسول الاّ بلسان قومه ليبين لهم)!! ولسان قوم الدعاة الى الإسلام اليوم انما هو العلم!!
ولقد جاء الإسلام في عهد البلاغة بالبلاغة!! فوجب أن يجيء في عهد العلم بالعلم!! وليس للعلم، من الإسلام، الاّ اصول القرآن!!
واما انت فإنك لا تقدم لهذه البشرية الذكية، العالمة، ذات الطاقات الهائلة، والمشاكل المعقدة، الإسلام الذي تحتاجه!! وإنما تقدم لها، باسمه، مسخا مشوها، ينفرها منه، ويصرفها عنه، ويزهدها فيه، أشد التزهيد!!
إنك لأنت تجهل أصول الدين المدّخرة لإنسانية القرن العشرين!! ولقد تحسن كثيرا، للإسلام وللناس، لو أنك اقلعت عن هذه الدعوة التي تقوم بها الآن، ثم أنك لا تعدو ان تكون بها واضعا للعراقيل أمام الدعوة الصحيحة للإسلام!!
اقلع عن هذه الدعوة تغنم أجرا!!