إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

هذا هو الشيخ
محمد متولي الشعراوي

نص حديث الشيخ متولّي الشعراوي
الذي بثّه التلفزيون السوداني


يوم الأربعاء ٨/٧/١٩٨١


نثبت فيما يلي حديث الشيخ شعراوي ثم نعلّق عليه:
(هناك شيء يتلقفه المستشرقون ليدخلوا به على جنس من أجناس الإسلام هو المرأة فيقولون ان الله في الجنة ظلمكن ايتها النساء لأن الله جعل للرجال زوجات مظهرات، وجعل للرجال حورا أحيانا وانتم ما حظكم، كل هذا ليثبتوا ان الله خصّ الذكور بشيء من النعمة، ولم يخص النساء بنعمة مماثلة لها، ودخلوا من جهة يظنون أنهم يستميلون بها المرأة ليحرضوها على الإسلام ونسوا ان الله سبحانه وتعالى في ذلك يكرّم المرأة، لأن المرأة الكريمة على نفسها لا تقبل ولا تحب ان يتعدّد عليها الرجال، اذن فالحق سبحانه وتعالى حين لم يعطها تعددا في الصنف المقابل لها انما كرّمها وأعزّها ولم يجعلها نهبا لكل فحل يريد أن يطأها واننا لنجد ايضا أن في نساء الدنيا من تسمو نفوسهن وتأبى كرامتهن حتى إذا مات زوجها ان يتعدد عليها رجل آخر ولو بما أحل الله. اذن فذلك من كرامة المرأة وهم يريدون المرأة هلوكا على لون من الشهوة، فهم يريدون ان يدخلوا في روعها ان الله حرمها ذلك ونسوا ان الحق سبحانه وتعالى كرّمها بهذا تكرمة تشهد لها بأنها عفيفة وبأنها عزيزة لا تحب ان يتعدّد عليها الرجال. قلت لمن سألني مرة ونحن في أمريكا وقد جاء لي بهذا الاعتراض واعتراض تعدد المرأة بالنسبة للرجل وعدم تعدد الرجل بالنسبة للمرأة، ادّه النقاش الى شيء يتعلّق ايضا بالدنيا، قالوا لماذا تتعدد المرأة في الزواج من رجل واحد ولا يتعدد الرجال على المرأة الواحدة مقابلة!! قلت لهم سألتكم بالله أعندكم في بلادكم اباحة للبغاء؟ قالوا هنا في بعض الولايات اباحة للبغاء، فقلت كيف تحتاطون لصحة الناس؟ قالوا بالمباشرة الصحية، يكشف على الفتاة التي تتعرّض لذلك كل اسبوع مرتين ونفاجأ بما لا حصر له ولا عد لنتأكد من سلامتها من الأمراض لنضمن صحة المترددين عليهن، قلت، كلام جميل، هل كشفتم على كل امرأة متزوجة كل اسبوع ولو مرة وكل شهر ولو مرة؟ قالوا: لا، ولماذا؟؟ لا تكشفون على المرأة المتزوجة ولو كل شهر مرة؟؟ قالوا لأن الماء ماء واحد وهو ماء الزوج. اذن! فالخبث في الأمراض لا يتعدد الاّ من تعدد ماء الرجال في المكان الواحد. قلت اذن فصدق الله خلقه حين اباح ان تتعدد المرأة ولم يبح ان يتعدد الرجال.
قلت لهم: أجيبوني ايضا إذا كنتم قد ارحتم الشباب بأن جعلتم لهم مكانا يريحون فيه غرائزهم فأبحتم لنساء ان يجلسن ليتردد الشباب عليهن.. أنتم صنعتم جميلا في الشباب ولماذا لم تجعلوا مكانا يجلس فيه شبابا لتأتي الفتيات لتريح نفسها أيضا من عناء الغريزة الجنسية! كما أرحتم الشبان فأريحوا الشابات!! قالوا لم يحدث ذلك أبدا. ولماذا؟!.. انكم بالفطرة علمتم ان ذلك يزري بالمرأة فلم تصنعوا هذا مع كونكم ملحدين وكافرين بالله، اذن فالفطرة السليمة لا تفكر في هذا الأمر اطلاقا، بأن يجلس شبان لتأتي فتيات ليرحن أنفسهن من عناء الغريزة، اذن فحين يأتي الحق ليعطي الأزواج زوجات مطهرة ولا يأتي بذلك للمرأة، ذلك معناها امتداد لصيانة كرامة المرأة وعزة المرأة وحينئذ نحسن الظن بكل ما شرع الله لنا في الدنيا ونحسن الظن بكل ما أعد الله لنا في الآخرة) انتهى..