لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

أدب السالك في طريق محمد

الأخوان الجمهوريون


أدب السالك
في
طريق محمد



الطبعة الأولى - 12 يوليو 1982 – 21 رمضان 1402


الإهــداء


إلى الرّاغبين في الله، السالكين إليه من جميع الطرق، ومن جميع الملل!!
كنّا قد قرّرنا في كتبنا أنّ طريق محمد عبادة بالليل، وخدمة بالنهار - خدمة لله بالليل، وخلوة به، ومناجاة له بحديثه، على تقلب، وسجود!!
وخدمة لخلق الله بالنهار، وبرّا بهم، وكلفا بتوصيل الخير لهم، في محبة، وفي إخلاص، وفي إيثار!!
هذا هو الطريق: عبادة لله، ومعاملة للناس!! وأدب الطريق هو روح الطريق!!
هو روح العبادة لله - هو العبودية لله، فإن كل عبادة لا يكون فيها قدر، ولو يسير من العبودية، تكون جسدا بلا روح!!
وأدب الطريق هو حسن الخلق مع الناس!! هو، في كلمة، التواضع!!
فإن كل معاملة للناس لا يكون روحها التواضع قد يكون بها الاستطالة على الناس، والعجب بالنفس، وقد يأتي منها المن، والأذى، للناس!!
العبودية لله هي تأخير العبد نفسه وتقديمه الله عليها!! وذلك هو الأدب!!
والتواضع للناس هو تأخير الإنسان نفسه في معاملته إياهم وتقديمهم عليها!!
وذلك هو الأدب!!
ذلك كله هو أدب السالك في طريق محمد!!