لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

الشيعة

الباب الأول

الشيعة وعقيدة الإمامة



مقدمة:


إن المحور الذي تدور حوله العقيدة الشيعية، على اختلاف فرقها، إنما هو الاعتقاد في إمامة علي بن أبي طالب، بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، بلا فصل، ونفي الإمامة عمّن تقدمه في مقام الخلافة، وذلك بالوصية، والنص الجلي من الرسول.. بل إن فكرة الإمامة، من حيث هي، إنما تمثل الأصل الاعتقادي للتشيع، بكل فرقه.. ومن هذا الأصل تتفرع سائر الأصول الاعتقادية الأخرى للتشيع، كفكرة العصمة، وكفكرة المهدية، وكفكرة الغيبة، وكفكرة الرجعة، وكفكرة التقية، وكفكرة التأويل.. وقد صبغ الشيعة هذه الأفكار بصبغتهم المذهبية المميزة.. حتى الفقه الشيعي، من أحكام العبادات، والمعاملات، قد تأثر بفكرة الإمامة – مما سنتناوله، جميعه، في موضعه من هذا البحث.. والفروق الأساسية بين الفرق الشيعية إنما مردها إلى الخلاف بين هذه الفرق حول سلسلة الإمامة في آل البيت النبوي، كما سلف القول في مقدمة هذا البحث.. ولما كان لفكرة الإمامة هذا المبلغ في العقيدة الشيعية فقد أفردنا لها هذا الباب من البحث وسنتناول في الفصل الأول منه عقيدة الإمامة وانعكاساتها علي إمامة علي وخلافة أبي بكر، وفي الفصل الثاني عقيدة العصمة المصاقبة لعقيدة الإمامة..