الصلاة وسيلة ترقينا:
هنا برضو تجيء الصلاة.. الصلاة هي وسيلة معراجنا القلناها هسع، فلذلك قال: ((الصلاة معراج العبد إلى ربه)).. الصلاة معراج يعني سلم.. يمكنك أنت أن تتصور شكل السلم.. في بعض المحلات فيها سلم حلزوني – سلم دائري.. تصور سلما كل سبعة درجات منه بترفعك درجة.. وكل سلم إذا كان إنت مشيت فيهو قد تلقى أنك في السبعة درجات بترتفع درجة، لكن في السلم اللولبي الصورة بتكون ظاهرة.. الدرجة السابعة قد تكون مقابلة للدرجة الأولانية، لكن أعلى منها.. الإنسان بيترقى.. الإنسان بيسير في سلم لولبي.. الإنسان الما بترقى بيسير في حلقة مفرغة.. كل عابد ما يدخل الفكر في عبادته بيكون زي جمل العصارة، حركته في محلة واحدة. وقال عنه الشاعر العارف بالله:
وعن مذهبي لما استحبوا العمى على الهدى
حسـدا من عـنـد أنفـسهم ضلــوا
فهــم في السـرى لم يبـرحوا من مكانهم
وما ظعنوا في الســير عنه وقد كلوا
يدور اليوم كله في محله.. كل عابد لا يدخل الفكر في عبادته يظل يتحرك في حلقة مفرغة.. العابد المفكر بيسير في طريق لولبي يترقى في كل سبعة درجات درجة.. والصلاة إنما جعلت معراج بالصورة دي.. الصلاة فيها سبعة حركات – كل ركعة فيها سبعة حركات.. وهي فرضت من فوق السبعة سموات.. وكل سماء درجة من درجات النفوس القلناها قبيلك. وكل عابد يجود الصلاة في الركعة الواحدة يجمع السموات السبعة، ويجمع النفوس السبعة، ويجمع المراحل السبعة، ولذلك ترقيه مستمر بالصلاة ليسير في المراقي: الإسلام الأولاني، فالإيمان، فالإحسان، فعلم اليقين، فعلم حق اليقين، فالإسلام الثاني.. عند الإسلام الثاني لا يتم الأمر دا إلا وقد اكتملت عبوديتك.. انت بتعبد لتكون عبدا.. التكليف الحقيقي لينا أن نكون عبيد.. لما قال: ((إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا)).. دا خطاب ربنا لينا بلسان عزته.. لا بد ليك من العبودية، كأنو كدا.. زي عبارة أخرى هناك يقول تعالى: ((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه..)) البلقى الرب، إنما هو العبد، لأنو أصلو في مقابلة الربوبية لا تكون إلا العبودية، وكذلك قال: ((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)) عندما تلاقيه تكتمل عبوديتك.. إذا ما جيته بأدب العبودية لا تلاقيه.. العبادة أدبها علم الشريعة.. العبادة لا تصح إلا بمعرفة قواعدها في الشريعة.. العبودية أدبها علم الحقيقة (علم أسرار الألوهية).. العبودية لا تصح إلا بمعرفة أسرار الألوهية، لأنك بتتأدب مع الملك بما يليق به، ودا علم.. أنت تكليفك الأصلي أن تكون عبدا.. لما انت تكون عبد لا بد ليك أن تلقى الله فردا: ((إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)) والفردية هي أصل التكليف.. لكن ما في طريق ليها إلا أن تسير في القطيع – في التقليد.. لما أنت تسير بالصلاة بإتقان في مراحل درجات الإيمان، أنت بتدخل بيها برضو مداخل الايقان.. من درجة العقيدة بتدخل بيها في درجة العلم.. انت ماشي من مؤمن لتكون مسلم.. المسلمين كلهم أصحاب شرائع فردية.. كلما اكتمل إسلامك كلما انت تصير صاحب شريعة فردية.. دي من علاماتها..