لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

إتحاد نساء السودان
وقضية المرأة

خوف زعيمات الحركة النسوية من تهمة المروق عن الدين


كما ذكرنا، فقد وضح من المحاضرة آنفة الذكر الخوف الذي تستشعره زعيمات الإتحاد إزاء قضاة دوائر الأحوال الشخصية والفقهاء بصورة عامة.. وهذا الخوف لم تنفرد به زعيمات إتحاد نساء السودان وحدهن، وانما شاركتهن فيه بقية زعيمات الحركة النسوية عندنا... ولقد لاحظنا ظاهرة الخوف هذه في مناسبات عديدة، كالندوة التي اقيمت عن عام المراة بفناء مجلس الشعب قبل شهور قليلة – تلك الندوة التي "سرح ومرح" فيها أمثال الشيخ الجزولى – كبير قضاة دوائر الأحوال الشخصية.. وقد كان الحزم يقتضى أن يُقصَى هو وأمثاله – من أعداء المرأة – من الحديث عن قضية المرأة، في كل الأوقات وفى كل المناسبات، وأن لا يمنحوا شرف المشاركة في ندوة تتحدث عن المرأة في عامها الذي خصص لتوكيد حقوقها في الحرية والمساواة.. ومبعث هذا الخوف الذي تحدثنا عنه هو خوف هؤلاء الزعيمات من تهمة المروق عن الدين التي يرميهن بها من يسمون برجال الدين كلما نهضن للمطالبة بحقوقهن... والشئ الذي غاب عن هؤلاء الزعيمات أن من يسمون برجال الدين – سواء أكانوا قضاة دوائر الأحوال الشخصية، أو فقهاء أو غير ذلك – هم والدين على طرفى نقيض.. بل هم ليسوا سوى نمور من ورق تخفى وضعها وزيفها خلف الجلاليب المقصبة، والقفاطين المزركشة.. أكثر من ذلك أن حل قضية المرأة موجود في الدين، ولكن بروزه يقتضى دحر هؤلاء الأشياخ، وازاحتهم من الطريق حتى يعود الدين صافيا نقيا، فيتصالح معه الجميع، ويحل كل المشاكل، ويزيل كل الصعاب.