لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

الإسلام

لكل معنى شكل هرمي


وليـس هناك شك في أن لكل معنى حسا، أو بتعبير آخر، فإن للمعاني شكلا هرميا، له قاعـدة، وقمة، وكلما دق المعنى، دق الحس، أو قل كلما دق الشكل الهرمي دقت قاعدته، تبعا لذلك.. وعلى نفس هذا الاعتبار لكل سريرة، سيرة، وكلما تنقت السريرة، كلما استقامت السيرة، لأن الخطيئة إنما تبدأ في السريرة، أولا، أو قل في الفكر، ثم تخرج إلى السيرة ثانيا، أو قل إلى صور السلوك المحسوسة، بين الناس..

أسلوب القرآن في التربية فريد


وأسلوب القرآن في شفاء الناس من الخطيئة أسلوب عكسي يبدأ من الخارج، ويسير إلى الداخل، ((سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق)) وهو أسلوب غاية الغايات في الدقة، والحكمة، ويُفضي بالذين يتقنونه إلى الأسلوب الصحيح، وهو الأسلوب الطردي، الذي يبدأ من الداخل، ويسير إلى الخارج.. وإلى هذا الإشارة اللطيفة، في الآية السابقة، حين قال، جـل من قائل، ((أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟)) وكلما تنقت السريرة، كلما استقامت السيرة، فضاقت دائرة المحرمات، لذلك، واتسعت دائرة المباحات، على قاعدة الآية الكريمة: ((ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم؟ وكان الله شاكرا عليما)) فإذا استمر السير بالسائر إلى نهايته المرجوة، وهي نقاء السريرة، واستقامة السيرة، تماما، عادت جميع المحسوسات إلى أصلها من الحل وانطبقت الآية الكريمة: ((ليس على الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، جناح فيما طعموا، إذا ما اتقوا، وآمنوا، وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين)) وهذه مرتبة من الكمال تؤدي إليها رسالة محمد الثانية، حين قصّرت عنها رسالته الأولى..