إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

التهافت

فرية العمالة لجهة أجنبية


قال علماء السودان بزعمهم، ((وقد اتضح لنا أن محمود محمد طه عميل لجهة أجنبية تعمل في الخفاء لمحاربة الإسلام وتسخّر بعض المنتسبين اليه ليهدموه..)) كما ذكروا في موضع آخر انهم طلبوا من المسئولين "محاربة النشاط الهدّام الذي يقوم به هو واتباعه خدمة للمبشرين والمستعمرين.." إنه لمن عجائب تصاريف الأقدار، ومن الحكم الخفية، ان يتهمنا بمثل هذا بقايا، وربائب، الأشياخ الذين أفنوا أعمارهم في التزلف للمستعمرين، والتمّسح بأعتابهم.. وهل تستطيع أى جهة أن تعمل لهدم الإسلام بالصورة التي يعمل بها هؤلاء "العلماء" المزعومون وذلك بتنفيرهم للشباب عن الدين؟؟ أكثر من هذا!!.. هل نحن اليوم، نعيش حقيقة الإسلام حتى نحوج أى جهة، أيّا كانت، للعمل على هدمه؟ إن الإسلام، اليوم، لا يوجد الاّ في المصحف.. الإسلام اليوم غائب عن حياتنا. ومن أكبر الأسباب التي أدت الى غيابه، عن حياتنا، هؤلاء "العلماء" المزعومون..
إن إتهامنا بالعمالة لجهة أجنبية تهمة لم يجازف برمينا بها أقل الناس خلقا أو دينا.. ولكن هؤلاء العلماء يأتون بالعجائب.. إن تاريخ حركتنا، بفضل الله، طاهر، ونظيف، حافل بالمواقف الصلبة في مواجهة المستعمرين.. كما إن إيماننا بالإسلام وبأصالة شعبنا يفوح من كل نفس من أنفاسنا ويضوع من كل كلمة من كلماتنا.. ألم يقل الأستاذ محمود محمد طه منذ عام 1951م: ((أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء))؟؟ فهل يعمل لهدم الإسلام من يقول: ((أن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم))؟؟ إن هذه العبارة وحدها كافية لدحض فرية العمالة لجهة أجنبية من أجل هدم الإسلام.. أما نحن فنؤكد مرة أخرى أن "علماء السودان"، كما أسموا أنفسهم، هم الذين يعملون لهدم الإسلام بجهالاتهم، وسخافاتهم التي تنّفر عنه كل ذهن متفتح.. فبماذا يدفعون عن أنفسهم..