لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الثانى

الجمهوريون ومشكلة الجنوب


لقد اهتم الجمهوريون بمشكلة الجنوب منذ نشأتهم، وقد تعمقوا بحثها واقترحوا لها الحل الجذري .. وكان اقتناعهم تاماً بأن حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال.. فالشمال والجنوب لا تحل مشكلتهما إلا بالمذهبية التي توحد، مشاعر الشعب وتوحد أفكاره.. ولقد اقترحنا الحكم اللامركزي الفدرالي ليس للجنوب فحسب بل لأقاليم السودان الخمسة وجاء هذا في كتابنا "أسس دستور السودان" بتاريخ 1955، وقد قابله الناس في ذلك الوقت بالإستغراب وعدّوه تفتيتاً للقطر وفصلاً للجنوب.. ولكن، اليوم، فإن الحكم اللامركزي والإقليمي أصبح لسان العصر وقام عليه حل مشكلة الجنوب الذي جاء بعد 17 عاماً من تاريخ ذلك الكتاب، بعد أن صار لا معدى عنه..
ولقد حلت مشكلة الجنوب الحل الشكلي، وهو خطوة كبيرة، في طريق الحل الجذري الذي يزيل الرواسب المتعمقة في الأنفس والعقول.. وذلك ليس له غير المذهبية الإسلامية، الواعية..