إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
وأبادر فأطمئنك على أمرين هامين: أولهما أني لم أضع ميزان الشرع من يدي.. وثانيهما أني لم أبن شيئا من أمري على كشف يخالف ظاهر النص. أول ما تجب الإشارة إليه، هو أن أمرنا هذا يقوم على يقين لا يتزعزع بأن الإسلام عائد ليدخل في حياة الناس، فينظم أمر معاشهم، وأمر معادهم، ويبعث ( لا إله إلا الله) في صدور الرجال، وصدور النساء، بعثا قويا، خلاقا، يعيد صياغة الأخلاق، وصياغة الأفكار، كالعهد بهذه الكلمة لدى أول نزولها، على نبينا الكريم، في القرن السابع الميلادي.. ومما لا شك فيه عندنا أن الإسلام لا يعود إلا بفهم جديد لنصوصه القديمة، في القرآن، وفي الحديث.. وهذا الفهم الجديد لا بد أن تصحبه غرابة تشبه الغرابة التي صحبت أول مجيئه.. فلقد وردت الإشارة إلى هذا الأمر في الحديث الكريم.. ( بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ.. فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها!!)