لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))
وأبادر فأطمئنك على أمرين هامين: أولهما أني لم أضع ميزان الشرع من يدي.. وثانيهما أني لم أبن شيئا من أمري على كشف يخالف ظاهر النص. أول ما تجب الإشارة إليه، هو أن أمرنا هذا يقوم على يقين لا يتزعزع بأن الإسلام عائد ليدخل في حياة الناس، فينظم أمر معاشهم، وأمر معادهم، ويبعث ( لا إله إلا الله) في صدور الرجال، وصدور النساء، بعثا قويا، خلاقا، يعيد صياغة الأخلاق، وصياغة الأفكار، كالعهد بهذه الكلمة لدى أول نزولها، على نبينا الكريم، في القرن السابع الميلادي.. ومما لا شك فيه عندنا أن الإسلام لا يعود إلا بفهم جديد لنصوصه القديمة، في القرآن، وفي الحديث.. وهذا الفهم الجديد لا بد أن تصحبه غرابة تشبه الغرابة التي صحبت أول مجيئه.. فلقد وردت الإشارة إلى هذا الأمر في الحديث الكريم.. ( بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ.. فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها!!)